الشرعيّات ، ولم ينقل أنّه سأل أحدا في ذلك مستفهما. (٥٨)
الثالث : أنّه ـ عليهالسلام ـ قال : «والله ما من آية نزلت في برّ أو بحر ، ولا سهل ولا جبل ، ولا سماء ولا أرض ، ولا ليل ولا نهار ، إلّا وأنا أعلم في من نزلت ، وفي أي شيء نزلت» (٥٩) وغيره قال ـ وقد سئل عن آية ـ : أيّ سماء تظلّني وأيّ أرض تقلّني (٦٠) إذا قلت في كتاب الله بما لا أعلم. (٦١)
وأمّا أنّ الأعلم أفضل فبقوله تعالى : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (٦٢) وإذا انتفت المساواة وجب أن يكون الرجحان في طرف الأعلم.
__________________
(٥٨) قال الزمخشري في الأنموذج في النحو : «لو لا ولو ما يكونان لامتناع الشيء بوجود غيره فتختصّان بالاسم نحو لو لا عليّ لهلك عمر» ويظهر من تمثيله أنّ صدور هذا الكلام من عمر من المسلّمات.
وقال الشريف المرتضى في الشافي ج ١ ص ٢٠٣ : لا اختلاف بين أهل النقل في رجوع من تولّى الأمر بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في معضلات الأحكام ومشتبهات الامور إليه وأنّهم كانوا يستضيئون برأيه ويستمدّون من علمه وقول عمر : «لا عشت لمعضلة لا يكون لها أبو حسن» وقوله : «لو لا عليّ لهلك عمر» معروف.
أقول : لا شكّ في أنّه قالها غير مرّة وفي أكثر من موطن. راجع تعليقة الشافي ١ / ٢٠٣. وغاية المرام ص ٥٣٠.
(٥٩) راجع أمالي الشيخ المفيد ص ١٥٢.
(٦٠) أقلّ : حمل ومنه قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في أبي ذرّ : ما أقلّت الغبراء ...
(٦١) قال السيوطي في الإتقان ص ١١٣ : أخرج أبو عبيد في الفضائل عن إبراهيم بن التيمي أنّ أبا بكر الصدّيق سئل عن قوله تعالى : (وَفاكِهَةً وَأَبًّا) فقال : أيّ سماء تظلّني وأيّ أرض تقلّني إن أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم.
وراجع تشييد المطاعن ٢ / ٢٧٢ طبع سنة ١٣٩٩ ه ق.
(٦٢) سورة الزمر ، الآية : ٩.