ولست بخيركم» (٦٧) فقد أخبر عن نفسه أنّه ليس خيرهم ، وكيف يشهد له النبيّ بالفضيلة على غيره وهو ينكر.
ثمّ نقول : لو صحّ هذا الخبر لما كان أفضل من عليّ ، لأنّ عليّا ـ عليهالسلام ـ أفضل من الأنبياء (٦٨) وقد اختلف في اولي العزم (٦٩) والأفضل من الأفضل أفضل.
وأمّا الجواب عن الاحتجاجات الباقية ، فقد سلف في أوّل (٧٠) هذا المقصد ، فليطالع هناك.
__________________
(٦٧) راجع دلائل الصدق للمظفّر ٣ / ٢٥ وتشييد المطاعن ١ / ٢٧٣ ونهج البلاغة وشروحها ذيل هذه الجملة: «فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته» من الخطبة الشقشقيّة.
(٦٨) قال الصدوق في الاعتقادات : يجب أن يعتقد أنّ الله عزوجل لم يخلق خلقا أفضل من محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة ـ عليهمالسلام ـ ... ويعتقد أن الله تعالى خلق جميع ما خلق له ولأهل بيته وأنّهم لولاهم ما خلق السماء ولا الأرض ولا الجنّة ولا النار ولا آدم ولا حواء ولا الملائكة ولا شيئا ممّا خلق ، صلوات الله عليهم أجمعين. راجع البحار ٢٦ / ٢٩٧ والاعتقادات للصدوق ص ١٠٦ ـ ١٠٧.
(٦٩) قال الشيخ المفيد في كتابه أوائل المقالات ٤٢ ـ ٤٣ : قد قطع قوم من أهل الإمامة بفضل الأئمّة من آل محمّد ـ عليهمالسلام ـ على سائر من تقدم من الرسل والأنبياء سوى نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وأوجب فريق منهم لهم الفضل على جميع الأنبياء سوى اولي العزم منهم ، وأبي القولين فريق آخر منهم وقطعوا بفضل الأنبياء كلّهم على سائر الأئمّة ـ عليهمالسلام ـ ... وقد جاءت آثار عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ وذرّيته من الأئمّة ـ عليهمالسلام ـ والأخبار عن الأئمّة الصادقين أيضا من بعد ، وفي القرآن مواضع تقوّي العزم على ما قاله الفريق الأوّل وأنا ناظر فيه وبالله أعتصم من الضلال. وراجع البحار ٢٦ / ٢٩٨.
(٧٠) راجع ص ٢٥٢.