وقال اصحابنا : لا فرق بين قول الاسواري ان الله لا يقدر على ترك ما نفع منه وبين قول من يزعم انه مطبوع على ما نفع منه ، لانه لا يتوهم منه تركه ، ولا فعل غيره (١).
ذكر الاسكافية منهم
هؤلاء اتباع ابي جعفر محمد بن عبد الله الاسكافي (٢). والذي تفرد من البدع من سائر القدرية بقوله بان الله تعالى انما يوصف بالقدرة على ظلم / المجانين والاطفال ولا يقدر على العقلاء. فخرج عن قول النظام والاسواري بانه لا يقدر على الظلم بحال. وخرج عن قول المعتزلة البصرية بانه قادر على الظلم والكذب ،
__________________
(١) ما ذكر هنا في المخطوط اوسع مما جاء في كتاب الفرق (انظر «الفرق» ط. بدر ص ١٣٦ الكلام عن الاسوارية ساقط ؛ الكوثري ص ٩١ ، عبد الحميد ص ١٥١ ، حيث جاء : الاسوارية هم اتباع علي الاسواري وكان من اتباع ابي الهذيل ثم انتقل الى مذهب النظام وزاد عليه في الضلالة بان قال : ان ما علم الله ان لا يكون لم يكن مقدورا لله تعالى ؛ وهذا القول منه يوجب ان تكون قدرة الله متناهية ، ومن كان قدرته متناهية كان ذاته متناهية ، والقول به كفر من قائله.
وجاء في مختصر الفرق ص ١٠٩ : «الاسوارية اتباع علي الاسواري وكان من اتباع ابي الهذيل. ثم انتقل الى مذهب النظام وزاد عليه في الضلالة ـ جاء في كتاب طبقات المعتزلة تأليف احمد بن يحيى بن المرتضى ـ تحقيق سوسنة ديفلد ـ فلزر ـ بيروت ١٩٦١ م ص ٧٢ : «ومنها علي الاسواري ، قال ابو القاسم : وكان من اصحاب ابي الهذيل واعلمهم فانتقل الى النظام ، وروي انه صعد بغداد لفاقة لحقته ، فقال النظام : ما جاء بك؟ فقال : بحاجة. فاعطاه الف دينار وقال له : ارجع من ساعتك ؛ فقيل انه خاف ان يراه الناس فيفضّل عليه».
الاسواري هو ابو علي عمرو بن قائد الاسواري ، انظر المقريزي ٢ : ٣٤٦ ، وهو منسوب الى قرية من قرى اصبهان ـ الأسيوطي : «لب الألباب في تحرير الأنساب» (ليدن ١٨٤٠) ص ١٥ ، و «مراصد الاطلاع» ١ : ٦٤
(٢) جاء في هامش ٢ لصفحة ١٦٩ من طبعة عبد الحميد : «هو ابو جعفر محمد بن عبد الله الاسكافي ، ذكره ابن المرتضى في رجال الطبقة السابعة ، وقال عنه : كان الاسكافي خياطا ، وكان عمه وأمه يمنعانه من الاختلاف في طلب العلم ويأمرانه بلزوم الكسب. فضمه جعفر ابن حرب الى نفسه ، وكان يبعث الى أمه كل شهر عشرين درهما حتى بلغ ما بلغ. وروي عن أبي الحسين الخياط ان الاسكافي مات في سنة ٢٤٠ ه (انظر طبقات المعتزلة ص ٧٨).