ذكر البكرية المبتدعة منهم
هؤلاء اتباع بكر ابن اخت عبد الواحد بن زيد. وكان يوافق النظام على ان الانسان هو الروح. ووافق اصحابيا في ابطال التولد ، وفي ان الله عزوجل هو / المخترع للألم عند الضرب (١). واجاز وقوع الضربة من غير حدوث الم بعدها. وانفرد بقوله ان الله يرى في القيامة بصورة يخلقها ، ويكلم الناس في تلك الصورة. ـ وزعم ان الكبائر من اهل القبلة نفاق ، وان صاحب الكبيرة منافق وعابد للشيطان ، وان كان من اهل الصلاة. وزعم ان مع كونه منافقا يكذب لله تعالى في خبره ، جاحدا له ، وانه في الدّرك الاسفل من النار ، ومخلدا فيها ان مات على ذلك ، وانه مع ذلك مسلم مؤمن. ـ ثم انه قال في علي وطلحة والزبير ان ذنوبهم كانت كفرا وشركا ، غير انهم مغفور لهم ، لان الخبر ورد بان الله عزوجل اطّلع على اهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم ، فقد غفرت لكم. ـ وزعم أيضا ان الاطفال في المهد لا يألمون وان قطعوا وحرقوا ، واجاز ان يكونوا في وقت العذاب / متلذذين ، وان اظهروا البكاء والضجيج. ـ وقال : لو خلق الله الالم فيهم بلا جرم لكان ظالما لهم (٢). ـ وزعم أيضا ان الله لا يؤلم البهائم ، لانه ليس لها ذنوب ، واجاز ان يسيء بعض البهائم الى بعض ، فقيل له : بما ذا تعلم المسيء انه مسيء؟ قال : بخجله واعتذاره وهربه ، كالعقربة (٣) اذا لسعت هربت من خوف القتل. وهذا دليل انها عالمة بانها جانية. فقيل له : اذا كان العالم بانه جاني عندك ، مستحقا للخلود في النار ، وكان شرا من عابد وثن ، لزمك ان يكون العقرب بهذه الصفة (٤). ـ وابدع في الفقه قوله بتحريم اكل الثوم والبصل. واوجب الوضوء من قرقرة البطن. وتكفيره واجب في جميع بدعه.
__________________
(١) في المخطوط : عند الضرورة ؛ والأصح : عند الضرب.
(٢) هذا القول : «لو خلق الله ... لهم» غير وارد في كتاب «الفرق».
(٣) في المخطوط : العقرب اذا لسعت ... فالاصح : العقربة.
(٤) هذا الزعم «بان الله لا يؤلم البهائم ... الصفة» غير وارد في كتاب «الفرق».