ثم خرج إليه الحجاج في جيشه ، فهزم شبيبا وجيشه ، وبعث لسفين (١) بن الابرد الكلبي في اثره. فوافاه على شط الدجلة ، وسار شبيب بفرسه على جسرها ، فانقطع / الجسر وغرق شبيب مع فرسه ، وبقي اتباعه على القول بامامة أمه بعده الى ان قتلها سفيان بن الابرد.
وقلنا لهذه الفرقة (٢) : انكرتم على عائشة خروجها الى البصرة في حرب الجل ، واكفرتموها بذلك ، واستدللتم عليها بقول الله عزوجل : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) (سورة الاحزاب الآية ٣٣). فهلا اكفرتم غزالة وحميرة بخروجهما الى الكوفة للقتال؟ فان زعمتم انهما معذورتان لانهما خرجتا مع محرميهما شبيب ، فان كل من كان في عسكر عائشة كان محرما لها لانها أم الجميع. وقلنا لهم : اذا كان المؤتمّ (٣) امثالكم فامامتكم لائقة بكم.
ذكر الرشيدية منهم
هؤلاء يعرفون بهذا اللقب ، وبالعشيرية (٤) ، وذلك انهم كانوا يؤدون مما سقى بالقنى والانهار الجارية نصف العشر. / فقال لهم زياد بن عبد الرحمن فيه العشر ، ولا يجب البراءة ممن غلط فيه بنصف العشر. فقال له رجل اسمه رشيد : ان لم يسعنا البراءة منهم عملنا بقولهم. فاكفر كل واحد منهما صاحبه ، وصار لكل واحد منهما تبع.
__________________
(١) سفين : سفيان.
(٢) وقلنا لهذه الفرقة : ـ عبد القاهر البغدادي هو الذي يتكلم هنا ـ انظر ط. بدر ص ٩٢ ، ط. الكوثري ص ٦٧ ، ط. عبد الحميد ص ١١٣ ، ط. حتّى ص ٩٤ حيث جاء : «قال عبد القاهر : يقال للشبيبية من الخوارج : انكرتم على أم جميع المؤمنين عائشة خروجها الى البصرة مع جندها الذي كل واحد منهم محرم لها لانها أم جميع المؤمنين في القرآن ، وزعمتم انها كفرت بذلك وتلوتم عليها قول الى تعالى (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) فهلا تلوتم هذه الآية على غزالة أم شبيب؟ وهلا قلتم بكفرها وكفر من خرجن معها من نساء الخوارج الى قتال جيوش الحجاج؟ ...
(٣) المؤتمّ ـ المؤتمّ (الذي يؤتمن على شيء؟).
(٤) لم يرد هذا الاسم في الفرق (بدر ص ٨٢ ، الكوثري ص ٦٠ ، عبد الحميد ص ١٠٢ ، حتّى ص ٨٦) ولكن في «مقالات الاسلاميين» ١ : ١٦٨ ذكر انها تسمى «العشرية» وفي الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٣٢ جاء «اصحاب رشيد الطوسي ، ويقال لهم العشرية».