ذكر الحائطية (١) والحدثية (٢) منهم
هؤلاء اتباع رجلين ، يقال لاحدهما احمد بن حائط ، والآخر فضل الحدثي ، وهما من تلامذة النظام ، وانما جمعنا بينهما لاتفاقهما في الشرك وفي التناسخ وان افترقا في فروعهما.
ـ وقد زعما ان للخلق ربين وخالقين ، احدهما الاله القديم ، الآخر مخلوق ، وهو عيسى بن مريم. وزعما ان المسيح ابن الله تعالى على التبني (٣) دون الولادة ، وان المسيح هو الذي يحاسب الخلق في الآخرة ، وهو الذي عناه الله بقوله : (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) (٤). وهو الذي يأتي (فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ) (٥) ، وهو الذي اراده النبي صلىاللهعليهوسلم بقوله ان الله تعالى / خلق آدم على صورته ، يعني ان عيسى خلق آدم على صورة نفسه. وهو المراد بقوله : «ترون ربكم
__________________
(١) جاء في كتاب الفرق ا «الحائطية» (في ط. بدر ص ٢٦٠) وجاء الخابطية (في ط. الكوثري ص ١٦٦ وط. عبد الحميد ص ٢٢٨). ويذكر عبد الحميد في هامش ٣ ص ٢٢٨ : «ابن خابط : ذكره الحافظ بن حجر والسفاريني بالحاء المهملة وبعد الألف الهمزة والتحقيق انه بالخاء المعجمة وبعد الألف ياء موحدة ـ وقد ترجم له الصفدي ترجمة واسعة في «الوافي» وجاء «احمد بن خابط» في ابن حزم ٤ : ١٩٧ ـ ١٩٨ ؛ وفي «لب الألباب» ص ٨٦ ، ـ و «خابط» في شرح المواقف ٣ : ٢٨٥ وقد ورد هذا الاسم محرفا على اوجه كثيرة. راجع friedlander في jaosمجلد ٢٩ : ١٠ وexpose ـ desacy ص ٤٢ من المقدمة.
(٢) نسبة الى فضل الحدثي : المنسوب الى الحدثية ، وهي بلد على شاطئ الفرات ، وقد وقع في شرح عقيدة السفاريني (١ ؛ ٧٩) الحدبي بياء موحدة تحتية.
ملاحظة : لم يذكر البغدادي هاتين الفرقتين مع المعتزلة في كتاب «الفرق بين الفرق» كما فعل هنا ؛ بل ذكرهما في الفصل الثالث عشر من الباب الرابع الخاص بالفرق التي انتسبت الى الاسلام وليست منه. انظر ط. بدر ص ٢٦٠ ، الكوثري ص ١٦٦ ، عبد الحميد ص ٢٧٧. وأيضا مقدمتنا للكتاب.
(٣) جاء في كتاب «الفرق» : «على معنى دون الولادة» انظر ط. بدر ص ٢٦٠ ، الكوثري ص ١٦٦. عبد الحميد ص ٢٧٧).
(٤) سورة الفجر مكية ٢٢
(٥) سورة البقرة ، مدينية ٢١٠