وخرج الخياط عن قول الجميع بزعمه ان المعدوم جسم ان كان في حدوثه جسما. وقال لكل صفة يصح كونه عليها في حال حدوثه فتلك الصفة ثابتة له في حال عدمه ، ولم يسمه في حال عدمه متحركا / لأنه لا يصح ان يكون في حال حدوثه متحركا.
وهذه الفرقة من المعتزلة يقال لها المعدومية. وهذا اللقب لائق بهم.
ذكر الكعبية منهم
هؤلاء اتباع ابي القاسم الكعبي (١) الذي كان خاطب ليل (٢) يدّعي في كل شيء وهو خال من كل شيء.
وقد خالف الكعبي البصرية من القدرية في امور ، منها ان البصرية زعمت ان الله يرانا ولا يرى نفسه. وزعم الكعبي انه لا يرى نفسه ولا غيره الا على معنى العلم بنفسه وبغيره.
ومنها ان البصرية قالت ان الله سامع الكلام والاصوات على الحقيقة ، لا على معنى العلم بها ، وزعم الكعبي والبغداديون من القدرية ان الله انما يسمع بمعنى يعلم المسموع.
ومنها ان البصرية قالت بان الله مريد بإرادة ليست هي امره ، كما / قاله اهل الصفات. وزعم الكعبي انها ليست لله تعالى إرادة. وقال : اذا قلنا انه اراد فعل غيره فمعناه انه قد امر بذلك الفعل. وقد اكفرته البصرية بذلك ، لانه اذا قال ان فعل الله تعالى واقع منه بغير إرادة واختيار ، فهو بمنزلة من قال بوقوع الفعل من الطبع بغير اختيار.
ومنها انه صار الى قول من أوجب الاصلح في التكليف وغيره ، ولم يوجبه البصريون منهم الا في التكليف.
__________________
(١) هو ابو القاسم عبد الله بن احمد بن محمود البلخي الكعبي (انظر «طبقات المعتزلة» لابن المرتضى ص ٨٨).
(٢) في المخطوط : خاطب ليلي : وهو صح أيضا.