والمعمرية ، والثمامية ، والجاحظية ، والخياطية ، والكعبية ، والجبائية ، والبهشمية.
وسنذكر فضائح كل فرقة منهم ما يكشف عن كفرها ان شاء الله تعالى (١).
ذكر الواصلية منهم
هؤلاء اتباع واصل بن عطاء الغزال الأبلع (٢) ، وكان بدء شانه ان الامة في وقت الحسن البصري اختلفوا فيمن يكثر الكبائر من الامة. فزعمت الازارقة من الخوارج انه مشرك كافر ، وقالت الاباضية منهم انه موحد كافر وليس بمشرك. وزعمت البكرية انه منافق. وقال الجمهور الأعظم من الصحابة والتابعين انه / مؤمن بتوحيده ومعرفته بربه ، وتصديقه لكتب ربه ورسوله ، فاسق بكبيرته. فخرج واصل عن اقوال الامة في هذا الأصل ، وزعم انه فاسق ، لا مؤمن ولا كافر ، وجعل الفاسق في منزلة بين المنزلتين ، اوجب له الخلود في النار مع خروجه من الكفر. ـ فلما رأى الحسن خلاف واصل على الامة ، طرده عن مجلسه ، فاعتزل عنه الى سارية من سواري مسجد البصرة ، واظهر بدعته عندها. فقال الناس فيه : انه اعتزل الأمة ، فسمي اتباعه معتزلة. وانضم إليه عمرو بن عبيد بن باب ، مولى تميم واسد في غيهما ، ودعيا الاعمار الى القدر والى المنزلة بين المنزلتين في الفاسق ، ونسجا على منوال معبد الجهني في القدر وخلطاه ببدعة المنزلة بين المنزلتين ، ووافقا الخوارج في تأبيد عقاب الفاسق. / فلذلك سميت المعتزلة مخانيث الخوارج (٣) ، لان الخوارج لما حكموا من تأبيد عقاب الفاسق سموه كافرا. ـ وزعمت المعتزلة انه موحد ، مطيع ، وفيه ايمان وطاعات كثيرة ، وهو مع ذلك مخلد في النار. ـ وقالوا انما لم نسمه مؤمنا لان هذا من اسماء المدح ،
__________________
(١) في المخطوط هنا ، بعد ما عدّد المؤلف اسماء العشرين فرقة ، بدأ مباشرة بعرض موقف كل فرقة ، بينما في كتاب «الفرق بين الفرق» وفي «مختصره للرسعني» يعرض ما اجمعت عليه المعتزلة من آراء : نفي الصفات ، حدوث كلام الله ، المنزلة بين المنزلتين ، ان الله شيء لا كالاشياء ، وان الله خلق ما خلق لا من شيء ، ومن ثم يأتي الكلام عن كل فرقة مبتدأ بالواصلية (بدر ص ٩٣ ـ ٩٦ ، الكوثري ص ٦٨ ـ ٧٠ ، عبد الحميد ص ١١٤ ـ ١١٦ ، الرسعني ص ٩٥ ـ ٩٧).
(٢) «الأبلع» غير وارد في «الفرق».
(٣) مخانيث ـ جاء في المخطوط : مجانيب.