غير انه لا يفعلهما لعلمه بقبحهما ، وغناه عنهما. فجعل بين القولين منزلة لقوله انه (قادر) (١) على ظلم المجانين والاطفال ، ولا يقدر على ظلم العقلاء. وقد اكفره اصحابه في ذلك واكفرهم.
ومن بدع الاسكافي أيضا قوله : يجوز ان يقال ان الله خلق (الطاعة والمعارف) وان كان هو الخالق لها (٢).
وقد روى بعض المعتزلة في كتابه ان محمد بن الحسن رأى الاسكافي يوما راجلا ، فنزل له عن دابته. وهذا من كذب القدرية على محمد. وكيف يصنع محمد بن الحسن هذا الصنيع بمعتزلي اعاد الصلاة؟
كذلك / روى عنه هشام بن عبد الله الرازي ، وروى هو عن يحيى بن اليمن عن ابي يوسف القاضي انه سئل عن المعتزلة ، فقال لهم : زنادقة. وذكر الشافعي في كتاب «القياس» رجوعه عن قبول شهادة المعتزلة (٣).
ذكر الجعفرية منهم
هؤلاء اتباع جعفرين ، احدهما جعفر بن حرب (٤) ، والآخر جعفر بن
__________________
(١) ناقص في المخطوط ؛ ولا بد من هذا اللفظ لتوضيح المعنى.
(٢) الكلام هنا مبهم ـ والقول هنا الخاص بان الله خلق الطاعة والمعارف ... غير وارد في كتاب «الفرق» (ط. بدر ص ١٥٥ ـ ١٥٦ ، الكوثري ص ١٠٢ ، عبد الحميد ص ١٦٩).
(٣) هاتان الروايتان الواردتان هنا باختصار مذكورتان بتوسع في كتاب «الفرق» (ذات المراجع المذكورة في رقم ٢).
(٤) هو ابو الفضل جعفر بن حرب ، ذكره ابن المرتضى في رجال الطبقة السابعة من طبقات المعتزلة (انظر طبقات المعتزلة تحقيق سوسنة ديفلد فلزر ص ٧٣ ـ ٧٦) «وميزان الاعتدال» رقم ١٤٩٧ ، وقد جاء في هامش ١ لصفحة ١٦٧ من طبعة عبد الحميد لكتاب «الفرق» :
ـ جعفر بن حرب ، هو ابو الفضل ، ذكره ابن المرتضى في رجال الطبقة السابعة من طبقات المعتزلة ، وذكر ان له كتبا كثيرة في الجلي من علم الكلام والدقيق ، ومن اخباره التي حكاها ابن المرتضى انه حضر مجلس الواثق العباسي للمناظرة. فحضر وقت الصلاة فقاموا لها وتقدم الواثق يصلي بهم ، فتنحى جعفر بن حرب فنزع خفيه وصلى وحده ، وكان اقربهم إليه يحيى بن كامل. فجعلت الدموع تسيل من عيني يحيى خوفا على جعفر من القتل ، قال : ثم لبس جعفر خفيه وعاد الى المجلس واطرق. ثم اخذوا في المناظرة ، فلما خرجوا قال له القاضي احمد بن ابي داود :