الى تأويل اركان شريعة الاسلام على وجوه يؤدي الى المجوسية. واختلف اصحابنا فيهم : فمنهم من قال : حكمهم حكم المجوس ، ويجوز وضع الجزية عليهم مع تحريم ذبائحهم ، ونكاح نسائهم. ـ ومنهم من قال حكمهم حكم المرتدين وان تابوا والا قتلوا. ـ وقال مالك : لا يقبل توبة الباطني والزنديق بعد العثور عليه ، وانما يقبل التوبة اذا ابتدأ بها قبل العلم للعلم. وهذا هو الاحوط في الباطنية والزنادقة.
الباب الرابع من هذا الكتاب
بيان التحقيق لنجاة أهل السنة والجماعة
قد ذكرنا في اوّل باب من هذا الكتاب قول / النبي صلىاللهعليهوسلم ، لما سئل عن الفرقة الناجية : ما انا عليه واصحابي. ـ وليس اليوم فرقة على ما كان عليه اصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم اهل السنة من فقهاء الامة ومتكلميهم الصفاتية دون اهل الاهواء من القدرية والرافضة والخوارج والجهمية والنجارية والمجسمة.
وكيف يكون القدرية على سيمات الصحابة ، وقد شك زعيمهم واصل في شهادته عدا له اخيار الصحابة ، مثل علي واصحابه ، ومثل طلحة والزبير واتباعهما. وشك في شهادتهم معه عمرو بن عبيد ، وبذلك قال ابو الهذيل والنظام واكثر القدرية ، فطعن النظام في ابن مسعود وفي كل من حكم في اصحابه في فرع من الفروع باجتهاده ، وابطل الحجة من اجماع الصحابة ومن بعدهم ، واجاز اجتماعهم على الخطأ ، ورد اكثرهم الاخبار المروية / عن الصحابة في احكامهم بعلة انها اخبار آحاد. ففي اي يتبعون آثار الصحابة بعد هذا / ثم انهم حكموا بالوعيد ، وهم افسق خلق الله عزوجل ، وكذلك قال فيهم شاعرنا (١) :
__________________
(١) جاء في «الفرق» (ط. بدر ص ١٧٧ ، الكوثري ص ١١٥ ، عبد الحميد ص ١٩١) : «حتى قال فيهم بعض المرجئة».