بها نية قبول الاسلام بفرائضه عند اسلامه ، واوجبوا النية في النوافل. ثم انه احدث صلوات منها صلاة السّبوع ومنها صلاة شهر ، واجاز الخروج منها الاكل والشرب وساير الاشغال ، ثم البناء عليها (١).
وكان من اتباعه / بنيسابور رجل يعرف بابراهيم بن مهاجر يزعم ان اسماء الله تعالى اعراض فيه ، وان الله غير الرحمن والرحمن غير الرحيم ، والخالق غير الرازق ، وكذلك كل اسم له عرض غير الاسم الآخر ، وكلها اعراض حالة فيه. وكذلك قال في اسماء الناس ، فمن سرق فزنا عنده ، فان السارق الذي فيه غير الزاني وكل واحد منها عرض فيه. ـ وكان منهم آخر يقال له ابو يعقوب الجرجاني (٢) يزعم ان لله تعالى علوما كثيرة ؛ وزعم بعضهم ان الله تعالى عليم يعلم باحدهما معلوما به ويعلم بالاهدا العلم (٣). فزعم المعروف منهم بابي جعفر (٤) ان لله قدرا بعدد انواع مقدوراته في ذاته بزعمه.
وقد استقصينا فضائح الكرامية في كتاب مفرد (٥) ، وفيما ذكرنا منها في هذا الكتاب كفاية. وقد وفينا بما وعدنا في اوّل الكتاب من ذكر فضائح اثنين وسبعين فرقة من ذكر الأهواء المنتسبة / الى الاسلام ، ولم نذكر الباطنية (٦) فيهم لانها لم تتمسك بشيء من اصول الاسلام ولا بشيء من فروعه ، وانما هم دعاة المجوس
__________________
(١) ذكر هذه الصلوات غير وارد في كتاب «الفرق».
(٢) لم يرد ذكر ابي يعقوب الجرجاني في كتاب «الفرق». وورد في المخطوط : «الجرجاني».
(٣) الكلام هنا مضطرب. ربما المقصود : يعلم باحدها معلوماته ويعلم بالاخرى العلم.
(٤) لم يرد ذكر ابي جعفر هذا في كتاب «الفرق».
(٥) لم يأت ذكر هذا الكتاب ولا عنوانه في «الفرق بين الفرق» بل جاء في «الفرق» ان عبد القاهر (صاحب الكتاب) ناظر ابن مهاجر (من الكرامية) في مجلس ناصر الدولة ابي الحسن محمد بن ابراهيم بن سيمجور صاحب جيش السامانية في سنة سبعين وثلاثمائة (٣٧٠) في هذه المسألة (مسألة اسماء الله) والزمه فيها ... ان يكون معبوده عرضا ... الخ. (انظر الفرق ط. بدر ص ٢١٣ ، الكوثري ص ١٣٧ ، ط. عبد الحميد ص ٢٢٤ ـ ٢٢٥).
(٦) لقد خصص عبد القاهر البغدادي فصلا كاملا للباطنية في كتاب «الفرق» وهو الفصل السابع عشر من الباب الرابع من الكتاب ، ويستهل هذا الفصل بقوله : «اعلموا اسعدكم الله ان ضرر الباطنية على فرق المسلمين اعظم من ضرر اليهود والنصارى والمجوس عليهم ...»