ذكر الضرارية الضالة
هؤلاء اتباع ضرار بن عمرو (١) الذي وافق اصحابنا في ان الله تعالى / خالق اكساب العباد ، وفي ابطال التولد. ووافق المعتزلة في ان الاستطاعة قبل الفعل. لكنه زعم انها بعض المستطيع. ووافق النجار في قوله ان الجسم اعراض مجتمعة من لون وطعم ورائحة ونحوها من الاعراض التي لا يخلو الجسم منها. واجاز ان يفعل الانسان للطول والعرض والعمق وان كانت ابعاضا للجسم. (٢) ـ وزعم أيضا ان الله تعالى يرى في القيامة بحاسة (٣) سادسة يرى بها المؤمنون ماهية الاله. ووصفه بالماهية ، كما قاله ابو حنيفة (٤) وحفص الفرد (٥). ـ وانكر حرف ابن مسعود (٦) ،
__________________
(١) ظهر ضرار بن عمرو في ايام واصل بن عطاء. وقد وضع بشر بن المعتمر كتابا في الرد على ضرار سماه «كتاب الرد على ضرار» ؛ وذكر صاحب «الانتصار» نقلا عن الراوندي ان له كتابا سماه «التحريش» ذكر فيه مستند كل فرقة فيما هي عليه من كلام الرسول (ص) ولا بد انه قد اختلق فيه ووضع ، وضب في الباطل ووضع («الانتصار» للخياط ص ١٣٦) وانظر أيضا «ميزان الاعتدال» ٢ : ٣٢٨ الترجمة رقم ٣٩٥٣).
(٢) الكلام من «واجاز ان يفعل ... للجسم» غير وارد في كتاب «الفرق».
(٣) ورد في المخطوط : مماسة / ولكن في كتاب «الفرق» (ط. الكوثري ص ١٣٠ ، عبد الحميد ص ٢١٤) ورد : «بحاسة سادسة» وهو الاصح.
(٤) ورد هذا الاسم في المخطوط غير منقوط.
(٥) حفص الفرد ، قال عنه ابن النديم : «من المجبرة ، ومن اكابرهم ، نظير النجار ، ويكنى أبا عمرو ، وكان من اهل مصر ، قدم البصرة فسمع بابي الهذيل واجتمع معه وناظره ، فقطعه ابو الهذيل ، وكان أولا معتزليا ثم قال بخلق الافعال ، وكان يكنى أبا يحيى ، ثم ذكر له عدة كتب (الفهرست ص ٢٥٥).
(٦) المراد القراءة التي كان يقرأ بها الصحابي ابن مسعود بعض آيات القرآن (مختصر الفرق ، طبعة فيليب حتّى ، هامش ص ١٣٠) ـ ابن مسعود ، هو صاحب رسول الله وأحد السابقين الاولين واحد كبار البدريين واحد نبلاء الفقهاء والمقرءين : ابو عبد الرحمن عبد الله بن أم عبد ، الهذلي ، كان يحتري في الاداء ، ويتشدد في الرواية ، ويزجر تلامذته عن التهاون في ضبط الألفاظ. وقد أسلم قبل اسلام عمر بن الخطاب ، وحفظ من رسول الله سبعين سورة. وفي شأنه يقول رسول الله : «من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أمّ عبد».