ومنها ان البصرية قالت بان الاستطاعة معنى غير السلامة وصحة البدن ، وزعم الكعبي انها صحة البدن وسلامته من الآفات.
وذكر بعض البصريين في كتابه ان الكعبي انفرد بعشر مسائل اكفره بها اصحاب الجبائي وابنه ، واكفرهما في خلافه. واهل السنة يكفرون الجميع بحمد الله ومنه (١).
ذكر الجبائية منهم
هؤلاء اتباع ابي علي الجبائي (٢) الذي اغوى اهل الاهواز واهل عسكر مكرم (٣). واكرم الله عزوجل شيخنا أبا الحسن (٤) عند خذلانه الجبائي. وذلك انهما (٥) كانا على بدعة واحدة.
ثم ان أبا الحسن رحمهالله اقتفى آثار الامام الموفق زكريا بن يحيى الساجي
__________________
(١) هذه الفقرة الأخيرة غير واردة في كتاب «الفرق».
(٢) هو أبو علي محمد بن عبد الوهاب بن سلام بن خالد بن حمران بن ابان ، الجبائي ـ نسبة الى جبى بضم الجيم وتشديد الباء ، وهي بلد من اعمال خوزستان في طرف من البصرة والأهواز ـ البصري ، شيخ المعتزلة وابو شيخها عبد السلام ابي هاشم ، وهو عندهم الذي سهل علم الكلام ويسره وذلّله. وكان بعد ذلك فقيها ورعا زاهدا ، لم يتفق لأحد من اذعان سائر طبقات المعتزلة له والاقرار له بالتقدم والرئاسة بعد ابي الهذيل العلاف مثل ما اتفق له. تلقى الاعتزال على ابي يعقوب الشمام ولقي غيره من متكلمي زمانه. وكان من حداثة سنه معروفا بقوة الجدل ، توفي في سنة ٣٠٣ ه (العبر ٢ / ١٢٥ ، طبقات المعتزلة ص ٨٠ ـ ٨٥ ، وابن خلكان الترجمة رقم ٥٧٩ ـ وشذرات الذهب ٢ / ٢٤١).
(٣) جاء في كتاب الفرق (الكوثري ص ١١٠ ، ط. عبد الحميد ص ١٨٣ ، ط. بدر ص ١٦٧ ومختصر الفرق ص ١٢١) «الذي أضلّ اهل خوزستان».
(٤) ابو الحسن «الاشعري» ـ لقد تخرج ابو منصور البغدادي في علم اصول الدين على الطريقة الاشعرية على الاستاذ ابي اسحاق الأسفرايني المتوفى سنة ٤١١ ه وهو تخرج في ذلك على الامام ابي الحسن الباهلي المتوفى سنة ٣٧٠ ه كما في «عيون التواريخ». وهو تخرج في علم اصول الدين على الامام ابي الحسن الاشعري» (انظر طبعة الكوثري لكتاب الفرق بين الفرق للبغدادي ص ٧).
(٥) المقصود هنا اهل الاهواز واهل عسكر مكرم.