ذكر فرق الضلال من النجارية
/ هؤلاء اتباع الحسين بن محمد النجار (١). ويجمعهم القول بنفي صفات الله عزوجل ، كما نفته المعتزلة ، واحالة رؤية الله تعالى ، كما احالته القدرية ، والقول بحدوث كلام الله تعالى ، والقول بان الجسم اعراض مجتمعة ، وان القرآن اذا كتب فهو جسم ، واذا قرئ فهو عرض.
فاكفرهم اصحابنا في هذه الاصول.
ووافقوا اصحابنا في ان الله عزوجل خالق أكساب العباد ، وفي انه لا يكون الا ما شاء الله عزوجل. وفي ان الاستطاعة مع الفعل ، وفي باب الوعيد والوعد. فاكفرتهم المعتزلة في ذلك.
وقالوا في الايمان انه هو المعرفة بالله عزوجل ، وبرسله وبفرائضه المجمع عليها ، والخضوع له ، والاقرار باللسان. فمن جهل شيئا من ذلك وقد قامت به الحجة عليه ، او عرفه ، ولم يقر به ، فقد كفر. ـ وقالوا انما ضممنا الخضوع الى الاقرار والمعرفة / لان ابليس عرف الله ، واقر به ، وانما كفر باستكباره (٢).
وقالوا : كل خصلة من خصال الايمان طاعة ، وليست بايمان ، ومجموعها ايمان ، وليست خصلة منها عند الانفراد ايمانا ولا طاعة. ـ وقالوا ان الايمان يزيد ولا ينقص.
__________________
(١) هو ابو عبد الله ، الحسين بن عبد الله ، النجار ، كان حائكا في طراز العباس بن محمد الهاشمي ، وهو من متكلمي المجبرة ، وقيل انه كان يعمل الموازين ، وكان اذا تكلم سمع له صوت كصوت الخفاش ؛ وله مع النظام مجالس ومناظرات ؛ وسبب موته انه تناظر يوما مع النظام فأفحمه النظام ، فقام محموما ومات عقب ذلك. وقد ذكر ابن النديم هذه المناظرة وذكر له عدة كتب. (الفهرست ص ٢٥٤ طبعة مصر ١١٤٨ ه).
وجاء في مختصر «الفرق بين الفرق» للرسعني ص ١٢٦ : «هؤلاء اتباع ابي الحسين النجار المصري» اما في طبعة بدر ص ١٩٥ ، وط. الكوثري ص ١٢٦ وط. عبد الحميد ص ٢٠٧ جاء : «هؤلاء اتباع الحسين بن محمد النجار».
(٢) هذا التوضيح ابتداء من «وانما ضممنا الخضوع الى الاقرار ... باستكباره» غير وارد في مختلف طبعات كتاب «الفرق» (انظر ط. بدر ص ١٢٦ ، الكوثري ص ١٢٦ ، عبد الحميد ص ٢٠٨).