/ وكان عمران بن حطان من الصفرية ، وهو شاعرهم وناسكهم ومفتيهم (١) ، وهو الذي رثى عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي رضي الله عنه ، فقال في ضربته اياه :
«يا ضربة من تقي (٢) ما اراد بها |
|
الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا |
اني لا ذكره يوما فأحسبه |
|
اوفى البرية عند الله ميزانا |
ونحن نقول لهذا الراثي : حشرك الله مع من رثيته (٣).
ذكر الميمونية (٤) منهم
هؤلاء فرقة من العجاردة ، وكانت العجاردة قد فارقت الازارقة والنجدات بقولها : يجب ان يدعى الطفل اذا بلغ ، ويجب البراءة منه قبل ذلك حتى يدعى الى الاسلام او يصفه هو. وفارقوا الازارقة في شيء آخر ، وهو ان الازارقة استحلت اموال مخالفيهم من غير قتل ، والعجاردة لا يرون المال حتى يقتل صاحبه.
__________________
(١) عمران بن حطّان : بكسر الحاء وتشديد الطاء المهملتين ـ السدوسي البصري ، احد بني عمرو بن شيبان ابن ذهل بن ثعلبة بن عكاية بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ، رأس من رءوس الخوارج ، وخطيبهم وشاعرهم البليغ مات في سنة ٨٤ (العبر : ١ / ٩٨).
جاء في «الفرق» : «اتخذت الصفرية عمران بن حطان إماما ... وكان عمران بن حطان هذا ناسكا شاعرا شديدا في مذهب الصفرية» (ط. كوثري ص ٥٥ ، ط. بدر ص ٨٢ ، ط. عبد الحميد ص ٩٣).
(٢) جاء في «الفرق» (ط. كوثري ص ٥٥ ، ط. بدر ٧٢ ، ط. عبد الحميد ص ٩٣).
يا ضربة من منيب ما اراد بها ...
(٣) هذه الخاتمة غير واردة في كتاب «الفرق بين الفرق».
(٤) في «الفرق» (ط. كوثري ص ١٦٨ ، ط. بدر ص ٢٦٤ ، ط. عبد الحميد ص ٢٨٠) جاء ذكر اليمونية في الباب الرابع الفصل السادس عشر من الكتاب تحت عنوان : في ذكر الميمونية من الخوارج وبيان خروجهم عن «فرق الاسلام» ، والباب الرابع خاص بالفرق التي انتسبت الى الاسلام وليست منه.
وتنسب هذه الفرقة الى «ميمون بن خالد» حسب ما جاء في «الملل والنحل» للشهرستاني ١ : ١٧٥ او «ميمون بن عمران» حسب ما جاء في «شرح المواقف» ٣ : ٢٩٢ ، وخطط المقريزي ٢ : ٣٥٤.