ووافقوا الازارقة / في ان اطفال المشركين في النار ، فكانت العجاردة على هذه الجملة الى ان ظهر فيهم خلاف الميمونية في القدر والاستطاعة والمشيئة على نحو قول القدرية فيها ، فاكفرتهم العجاردة والازارقة في ذلك وفي قولهم ان الاطفال كلهم في الجنة.
ثم ان الميمونية ازدادوا كفرا على كفرهم بقولها انه يجوز نكاح بنات البنات ، وبنات البنين ، ونكاح بنات اولاد الاخوة وبنات اولاد الاخوات ، وقالوا ان الله تعالى انما حرم البنات والاخوات والعمات والخالات وبنات الاخ وبنات الاخت ، ولم يحرم بنات اولاد هؤلاء. ويلزمهم على هذا القياس نكاح الجدات ، لان الله تعالى حرم الامهات ولم يذكر امهات الامهات ، ولا امهات الاباء ، فان التزموا ذلك تمحضوا في المجوسية ، وان امتنعوا منه لزمهم قياس بنات / البنات ، كما سوى امهات الامهات على الامهات.
وحكى الكرابيسي عن الميمونية انهم انكروا ان تكون سورة يوسف من القرآن (١) ، فباءوا بكفر على كفر.
ذكر الشعيبية منهم
هؤلاء أيضا من العجاردة ، وخالفوا الميمونية في القدر والاستطاعة والمشيئة.
والسبب في ذلك انه كان لميمون على شعيب مال ، فتقاضاه. فقال له شعيب : اعطيكه ان شاء الله. فقال له ميمون : قد شاء الله ان تعطينيه الساعة. فقال له شعيب : لو شاء الله تعالى ذلك لم اقدر على ان لا اعطيكه. فقال له ميمون : قد شاء الله ذلك لأنه امر به ، وما لم يشأ لم يأمر به. فافترقت العجاردة عند ذلك ، وتبع كل واحد منهما قوم منهم. وكتبوا بذلك الى عبد الكريم (٢) ابن عجرد ، وهو في حبس السلطان. / فكتب في جوابهم : انا نقول ما شاء الله كان ، وما لم يشأ
__________________
(١) انكر بعض العجاردة كون سورة يوسف من القرآن بدعوى انها قصة عشق ، لا يجوز ان تكون من القرآن ـ الشهرستاني ، الملل ١ : ١٣٦ (طبعة عبد الرحمن خليفة ـ القاهرة ١٣٤٧ ه على هامش الفصل لابن حزم).
(٢) في المخطوط : عبد النيم.