ذكر اليزيدية (١) منهم
هؤلاء اتباع يزيد بن ابي انيسة (٢) ، وكان اباضيا. وانفرد عنهم بان قال يتولى المحكمة الاولى قبل نافع بن الازرق. وتبرأ من اهل الاحداث بعدهم ، ويتولى الاباضية كلها الا لمن بلغه قولنا فخالفه. ـ وزعم أيضا ان الله تعالى سيبعث رسولا من العجم ، وينزل عليه كتابا من / السماء جملة واحدة وينسخ به شريعة محمد صلىاللهعليهوسلم. وزعم ان تلك الملة الصابئة المذكورة في القرآن ، وليست هي الصابئة المعروفة اليوم.
وتولى يزيد هذا من شهد لمحمد صلىاللهعليهوسلم بالنبوة من اهل الكتاب ، وان لم يدخل في دينه. وهؤلاء اكفر فرقة من فرق الخوارج.
ذكر الحارثية منهم
هؤلاء اتباع الحرث الاباضي (٣). وانفرد عنهم في قوله بالقدر ، على مذاهب المعتزلة. وقال بان الاستطاعة قبل الفعل. فاكفرته الاباضية واهل السنة في ذلك.
__________________
(١) في «الفرق» جاء ذكرهم في الباب الرابع ، الفصل الخامس عشر ، وهو الباب الخاص بالفرق التي انتسبت الى الاسلام وليست منه (ط. بدر ص ٢٦٣ ، ط. الكوثري ص ١٦٧ ، ط. عبد الحميد ص ٢٧٩).
(٢) ورد هذا الاسم في الملل للشهرستاني ، وفي المقالات للأشعري ؛ وفي أصول الدين للبغدادي (ص ١٦٢) «يزيد بن انيسة». وفي المحدثين من اسمه زيد بن ابي أنيسة ، وله ترجمة في «ميزان الاعتدال» للذهبي برقم ٢٩٩٠ ، وقد يختلط بهذا على بعض الناس (انظر هامش ٢ من ص ٢٧٩ من ط. عبد الحميد) ؛ وهو غير زيد بن أبي أنيسة المحدث.
(٣) هو الحارث بن يزيد الاباضي ـ انظر مقالات الاسلاميين ١ : ١٧١ ، الملل والنحل ١ : ١٣٦ ، التبصير في الدين ٣٥.