لزمه كل بناء وكتابة لا من بان ولا من كاتب. ونتيجة هذه البدعة من ثمامة ان كلام الانسان عنده لا فاعل له ، لانه متولد عنه. فلما ذا يلوم الكاذب على كذبه ، ولم يفعل كذبا؟ ـ وكان ثمامة مع بدعته يقول في دار / الاسلام انها دار شرك. وكان يحرم السّبي ، لان المسبيّ عنده ما كان عرف ربه ولا عصاه اذا لم يعرفه.
وقيل انه كان مولي لنمير (١) ، وكان هجينا بامه ، فان كان السابي لأمه عنده واطيا لمن هي حرام عليه لزمه على اصله ان يكون ولد زنى. وكفاه بهذا خزيا (٢).
ذكر الجاحظية منهم
هؤلاء قوم من غواة القدرية بالبصرة ، انتسبوا الى عمرو بن بحر الجاحظ (٣) اعتزازا منهم بحسن نذلته (٤) وبلاغته في كتبه التي لها ترجمة تروق بلا معنى ،
__________________
(١) ذكره ابن المرتضى في اوائل من ذكر من رجال الطبقة السابعة. وذكر له اخبارا كثيرة مع المأمون العباسي كما ذكر ان اوّل اتصاله بالخلفاء كان بهارون الرشيد ، وان قد تمكن منه تمكنا عظيما حتى عادله في السفر الى مكة ، وانه كان يملأ اذن الرشيد علما وادبا ، وان كان يدبر في نفسه الوقيعة بمحمد بن سليمان عند الرشيد ، لانه كان قد قطع يدي عيسى الطبري ، وان ثمامة اخذ على نفسه ان يقتل محمد بن سليمان نفسه بسبب ذلك ، وانه ما زال بالرشيد حتى كان منه ما كان (طبقات المعتزلة ص ٦٢ ـ ٦٧) ومحمد بن سليمان بن علي : ابن عم المنصور أمير البصرة وفارس. وذكر الذهبي انه مات في سنة ١٧٣ ه ولم يذكر انه قتل (العبر : ١ / ٢٦٣ ، ميزان الاعتدال رقم ١٣٩٤).
(٢) كل ما ذكر هنا بخصوص ثمامة وارد في كتاب «الفرق» ط. بدر ص ١٥٧ ، ط. الكوثري ص ١٠٣ ـ ١٠٥. ط. عبد الحميد ص ١٧٣ ـ ١٧٧ ، مختصر الفرق للرسعني ص ١١٥ ـ ١١٧) ولكن بترتيب آخر.
(٣) الجاحظ : هو ابو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ، كان بحرا من بحور العلم ، رأسا في الكلام والاعتزال ، وعاش تسعين سنة او يزيد ، اخذ عن القاضي ابي يوسف ، وعن ثمامة ابن اشرس ، وعن ابي اسحاق النظام ، وصنف التصانيف الجياد ، ومات في سنة ٢٥٠ ويقال في سنة ٢٥٥ (العبر ١ / ٤٥٦ ـ ابن خلكان الترجمة ٤٧٩ ـ وطبقات المعتزلة ٦٧).
(٤) في ط. بدر «بحسن بذله» ص ١٦٠ ـ وفي ط. الكوثري ص ١٠٥ «بحسن بيان» وكذلك في ط. عبد الحميد ص ١٧٥ ـ امّا في مختصر الرسعني «اغتروا بزلّة» ص ١١٧