واما الشبيبية فاتباع شبيب بن يزيد بن نعيم بن شيبان ، وكان يكنى أبا الصحارى الخارجي ، وكان مع صالح بن مسرح (١) ، رأس الصفرية. فمات صالح بالموصل ، واوصى الى شبيب. وقبر صالح هناك ، لا يخرج احد منهم الا حلق رأسه عند قبره (٢).
وخرج شبيب على الحجاج مع اتباعه ، فكانوا على رأي المحكمة الاولى ، وانفردوا عن سائر الخوارج بان اجازوا إمامة المرأة اذا قامت بامورهم ، وخرجت على مخالفيهم. وقالوا ان غزالة أم شبيب كانت إماما بعد موت شبيب ، لان شبيبا لما دخل الكوفة ، اقامها على منبرها في المسجد الجامع حتى خطبت.
ووجه الحجاج الى / شبيب بعبيد ابن ابي المحارق القيسي ، في الف فارس ، فهزمه شبيب. ثم وجه إليه بعبد الرحمن بن محمد بن الأشعث ، فهزمه شبيب. فوجه إليه بعثمان بن ورقا التميمي ، فقتله شبيب. وبقت فتنته اربع سنين. ثم انه كبس الكوفة ليلا ومعه أمه غزالة وامرأته حميرة في مائة (٣) من نساء الخوارج قد تقلدن السيوف واعتقلن الرماح ، وألف من رجال قومه من بني شيبان ، فقتلوا حراس المسجد ، وخطبت أمه على المنبر ، حتى قال فيها ايمن بن حزيم الأسدي (٤) :
أقامت غزالة سوق الضراب (٥) |
|
لأهل العراقين حولا قميطا |
سمت للعراقين في جيشها |
|
فلاقى العراقان منها أطيطا |
__________________
(١) في طبعة بدر ص ٨٩ جاء : «صالح بن مشرح» وفي مختصر الفرق (ط حتّى ص ٩٠) جاء : صالح بن مشروح ، ولكن الطبري ورد «مسرّح» (الطبري ٢ : ٨٨٠ ـ ٨٨١).
(٢) «لا يخرج احد منهم الا حلق رأسه عند قبره» هذا الكلام غير وارد في الفرق ؛ ولكن ورد في «المعارف ص ٤١٠» : «لا يخرج إليه احد من الصفرية إلا حلق رأسه عنده» ذكره عبد الحميد في طبعته لكتاب «الفرق» ص ١١٠ هامش ١.
(٣) جاء في الفرق (بدر ص ٩٠ ، الكوثري ص ٦٦ ، عبد الحميد ص ١١١ ، حتّى ص ٩٢) «في مائتين».
(٤) في الفرق (بدر ص ٩١ ، الكوثري ص ٦٦ ، عبد الحميد ص ١١٢ ، حتّى ص ٩٢) «خزيمة بن قاتل الاسدي» وفي الاغاني ١٠١٠ : ٨٥ خزيم بن فاتك وخزيم بن الاخزم (ابن فاتك) راجع فهرس الأغاني.
(٥) في طبعة بدر ص ٩١ جاء : «سيوف الضراب» وجاء في طبعة الكوثري ص ٦٦ وفي ط. عبد الحميد ص ١١٢ ، جاء : «سوق الضرار».