يشتمل التشريع الإلهي بشكل عام على جانبين : الاعتقادي والعملي : فالجانب الاعتقادي يحتوي على مجموعة معتقدات أساسية ، تفرض على الإنسان أن يتخذها أساسا لحياته ، وهي الأسس العامة الثلاثة ، التوحيد والنبوة والمعاد ، وإذا أهملت إحداها لم يتحقق اتّباع الدّين.
والجانب العملي ، يتألف من مجموعة وظائف أخلاقية عملية تحتوي على وظائف معيّنة يتقيد بها الإنسان أمام الله تعالى وأمام المجتمعات البشرية.
ومن هنا تنقسم الواجبات الفرعية في الشرائع السماوية ، إلى قسمين : الأخلاق والأعمال ، وكل من هاتين ، تنقسم إلى قسمين أيضا.
فأما الأخلاق والأعمال التي ترتبط بالله الخالق فهي ، الخلق وصفة الإيمان والإخلاص والتسليم والرضى ، والخشوع ، وكذا الصلاة والصوم والفدية وغيرها ، وهذه المجموعة من الأعمال تسمّى العبادات ، وتعبّر عن خشوع الإنسان وعبوديته لربه.
وأما ما يتعلق بالمجتمع من الأخلاق والأعمال ، فهي الصّفات الحسنة ، كحبّ النوع ، والمساعدة ، والعدالة ، والسخاء وما يرتبط بآداب المعاشرة ، والمعاملة وغيرها ، وهذه الأعمال الخاصة هي ما تسمّى ب «المعاملات».
ومن جهة أخرى فإن النوع الإنساني يتّجه نحو الكمال بصورة تدريجية ، والمجتمع البشري يتكامل بمرور الزمان ، وأن ظهور هذا الشكل من التكامل ضروري في الشرائع السماوية ، ويؤيد القرآن