للعبادة في غار «حراء» (١) وأمر أن يبلّغ ، ونزلت عليه أول سورة من سور القرآن (٢) ، ورجع إلى بيته في اليوم نفسه ، فرأى ابن عمه «عليّ بن أبي طالب عليهالسلام» في الطريق ، فعرض عليه الإسلام فآمن به ، وبعد دخوله البيت ، أسلمت زوجته خديجة.
والنبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم عند بدء دعوته ، واجه من الناس مواجهة عنيفة مؤلمة ، حتى اضطر إلى كتمان دعوته وجعلها سرية ، ثم أمر ثانية أن يبلّغ دعوته إلى عشيرته الأقربين ، ولكنها لم تجد ، إذ لم يؤمن به سوى «عليّ بن أبي طالب عليهالسلام» (٣).
وبعد ذلك ، أعلن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم دعوته بأمر من الله تعالى ، وما إن أعلن النبي الدعوة حتى شاهد ردود الفعل من أهل مكة مقرونة بالأذى والتعذيب بالنسبة له وللمسلمين الذين أسلموا حديثا ، مما اضطر بعض المسلمين ترك ديارهم اثر حملات الاضطهاد التي كانت تقوم بها قريش ، فهاجروا إلى الحبشة ، وتحصّن النبي الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم مع عمه «أبو طالب» وأفراد من قبيلته بني هاشم في «شعب أبي طالب» (٤) لمدة ثلاث سنين ، في غاية من الضغط والشدّة ، فلم يتعامل معهم ، ولم يعاشرهم أحد ، ولم يستطيعوا في تلك الفترة الخروج من الشعب.
__________________
(١) غار في جبال (تهامة) على مقربة من مكة.
(٢) سورة العلق.
(٣) وفقا لروايات أهل البيت عليهالسلام ولأشعار قالها أبو طالب ، تعتقد الشيعة أن أبا طالب أسلم ، وبما أنه كان المدافع الوحيد عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يكتم إسلامه ، كي يحتفظ بقدرته الظاهرية أمام قريش.
(٤) حصار كان في إحدى وديان «مكة».