الإسلام دين قوامه الفطرة ، وذلك بنصّ القرآن الحكيم والسنة النبويّة ، وهو نظام اجتماعي ، يدركه كل من له إلمام بهذا الدين ، ومن ليس له صلة به. والعناية الخاصة التي قد بذلها الله جلّ وعلا ، ونبيّه الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم لهذا الدين الجامع ، لا ينكرها أحد ، ولا يسعنا مقارنتها مع أي أمر آخر.
فالنبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم كان لا يترك المجتمع الذي يدخل في الإسلام ، أو المجتمع الذي قد سيطر عليه الإسلام ، وكذا كل بلدة أو قرية كانت تقع تحت أمرة المسلمين ، دون أن يرسل إليها واليا أو عاملا ، مباشرة ، كي يدير شئون تلك المجتمعات أو البقاع ، وكان هذا دأب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، في الجهاد ، فعند ما كان يرسل كتيبة إلى مكان ما ، كان يعين قائدا لها ، وكان يعين أكثر من قائد أحيانا ، كما حدث ذلك في حرب (مؤتة) إذ عيّن صلىاللهعليهوآلهوسلم أربعة ، فإذا ما قتل الأول ، خلفه الثاني من بعده ، وإذا ما قتل الثاني ، خلفه الثالث ... وهكذا.
وقد أبدى الإسلام بموضوع الخلافة والاستخلاف عناية تامة ، فلم يتغافل عن هذا الموضوع ، ومتى ما أراد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أن يترك المدينة ، كان يستخلف أحدا. وفي الوقت الذي أراد الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم الهجرة من مكة إلى المدينة ، عيّن عليا خليفة له في مكة ، للقيام بالأعمال الخاصة به لفترة قصيرة ، كأداء الأمانات إلى أهلها ، وقد أوصى صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام أن يقوم بأداء الديون وما يتعلق بشئونه الخاصة ، بعد وفاته صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ووفقا لهذه القاعدة ، فإن الشيعة تدّعي أنه لا يتصوّر أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قبيل وفاته لم يوص لأحد يستخلفه في شئون الأمة من