المنزلة وحديث دعوة العشيرة الأقربين وغيرها ، ولكن المراد من الآيات والأحاديث الآنفة الذكر قد أوّل وحرّف لأسباب ودواع.
__________________
ـ اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك ، اللهم واشرح لي صدري ، ويسّر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا ، اشدد به ظهري.
قال أبو ذر : فما أنهى الكلمة ، حتى نزل عليه جبرئيل (ع) من عند الله تعالى ، فقال : يا محمد اقرأ ، قال النبي (ص) : وما اقرأ؟ قال جبرئيل (ع) : اقرأ : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ).
ومن الآيات التي يستدل بها على خلافة علي بن أبي طالب (ع) هي الآية : (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً). المائدة الآية (٣).
فظاهر الآية يدل على أن الكفار كانوا يأملون في انتهاء الدعوة الإسلامية وزوال معالمها ، ولكن الله سبحانه وتعالى قد أبدل أمنياتهم إلى يأس بالآية المذكورة ، لقد أكمل دينه وقوّم بنيانه ، وربما لم يكن الأمر هذا من الأحكام الجزئية في الإسلام ، بل أمر ينطوي على أهمية خاصة ، يعتمد عليه بقاء الإسلام واستمراره. لعلّ ظاهر الآية هذه يرتبط بالآية الأخيرة من السورة ذاتها ، (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) الآية ٦٧ من سورة المائدة.
تدل هذه الآية على أن هناك أمرا خطيرا ، انذر به الرسول الأعظم (ص) لا بد من تحققه ، فإذا ما أهمل فيه ، فإن رسالة الإسلام وأهدافه ستتعرض للخطر ، والأمر بما ينطوي عليه من أهمية خاصة ، فإن الرسول (ص) كان يخشى المعارضة من قبل المخالفين ، وكان ينتظر الفرصة المناسبة لبيانه وإظهاره ، لذا كان يؤجل إعلان الأمر للأمة الإسلامية ، حتى نزل الوحي من السماء ، يطلب فيها ربّ العالمين من الرسول الكريم (ص) أن يبادر في إعلانه دون تأمل وتهاون ، وألا يخشى أحدا سوى الله جلّ وعلا.
فالموضوع هذا لم يكن من نسخ الأحكام ، لأن عدم تبليغ الأحكام الإسلامية أو إعلان بعضها منه ، لا يعني تزلزل الكيان الإسلامي بأسره ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، فإن النبي الأكرم (ص) كان يخشى من تبيان الأحكام الإسلامية للأمة الإسلامية.
فهذه الشواهد والقرائن ، تؤيد الأخبار أن الآيات التي ذكرت ، قد نزلت في غدير خم ، في شأن علي بن أبي طالب (ع) وأيّده الكثير من المفسرين من إخواننا أهل السنة.
ومما يروى عن أبي سعيد الخدري أنه قال : إن رسول الله (ص) دعا الناس إلى علي (ع) في غدير خم ، فأخذ بضبعيه فرفعهما ، حتى نظر الناس إلى بياض ابطي رسول ـ