يشغل الحكومة آنذاك ، فكانت نتيجتها أن يخفّ من التعرض لأهل البيت ، هذا من جهة.
ومن جهة أخرى ، ما حدث من واقعة كربلاء ، وما أبرزت من مظلومية أهل البيت ، متمثلة في الإمام الباقر عليهالسلام ، جعل المسلمين يتجهون إلى أهل البيت ، ويبدون حبّهم لهم ، وإخلاصهم وتعاطفهم معهم.
وهذه العوامل مجتمعة ساعدت على أن ينصرف ذهن العامّة نحو أهل البيت ، فصاروا يتجهون إلى المدينة حيث الإمام الخامس ، وكانت العوامل مساعدة في انتشار الحقائق الإسلامية ، علوم أهل البيت على يد الإمام الباقر ، إذ لم يتحقق هذا لأحد من أجداده ، ومما يؤيد هذا الادعاء هو كثرة الأحاديث التي نقلت عن الإمام الخامس ، وكذا رجال الشيعة الذين تخصصوا في شتّى العلوم الإسلامية على يد إمامهم ، ولا تزال أسماؤهم في كتب الرجال مدرجة (١).
__________________
(١) إرشاد المفيد ص ٢٤٥ ـ ٢٥٣ / يراجع كتاب رجال الكشي ، تأليف محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي ، وكتاب رجال الطوسي ، تأليف محمد بن حسن الطوسي ، وكتاب الفهرست للطوسي وسائر كتب الرجال.