تأويل الآية ، حملا لخلاف ظاهرها ، وأحيانا كان يلجأ كل من الطرفين المتخاصمين ، إلى الآيات القرآنية ، والاحتجاج بها ، وكل منها كان يؤوّل آية الطرف المتخاصم.
وقلما تسرّب هذا النوع من الاحتجاج إلى الشيعة ، وقد ذكر في بعض كتبهم في علم الكلام ... ومما يستفاد من الآيات القرآنية وأحاديث أهل البيت بعد تدبّرها أن القرآن الكريم مع صراحته ووضوح بيانه ، لا يريد أن تكون الآيات مبهمة وتبقى لغزا دون حل ، وكل ما جاء إلى الناس من أحكام ومسائل ، فهي بألفاظ تناسب ذلك الموضوع.
وما يذكره القرآن بكلمة «تأويل» لم يكن مدلولا للفظ بل حقائق وواقعيات أعلى شأنا من فهم عامة الناس ، وهي الأساس للمسائل الاعتقادية والأحكام العلمية للقرآن.
نعم أن لكل آيات القرآن تأويلا ، ولا يدرك تأويله عن طريق التفكّر مباشرة ، ولا يتّضح ذلك من ألفاظه ، وينحصر فهمه وإدراكه بالأنبياء والصالحين من عباد الله ، الذين نزّهوا أنفسهم من كل رجس ، فإنهم يستطيعون إدراكه عن طريق المشاهدة ، نعم إن تأويل القرآن سوف ينكشف يوم تقوم الساعة.
نحن نعلم جيدا أن تلبية حاجات المجتمع المادي ، دفعت الإنسان إلى الكلام ، ووضع الكلمات وكذا كيفية الاستفادة من الألفاظ. فالإنسان مضطر في حياته الاجتماعية لكي يفصح عما في ضميره من مفاهيم إلى أبناء نوعه ، أن يستمدّ العون عن طريق الصوت والأذن ، وقلما استفاد من الإشارة أو حركة العين ، ومن هنا نجد أنّ