الفعل فأَن يَجُوزَ هذا فيما هو غيرُ جارٍ على الفعل أجْدَرُ وأَوْلى وحكى بعض أصحاب أبى زيد عنه أشْيَمُ بيِّن الشَّيَم ولم يعرفوا له فعلا فهذا ما يُؤَنِّسك بما ذَكَرنا* قال على* قول الفارسى إن أعْجَم صفةٌ لا فعلَ له مُخالِف لما حكاه ابن السكيت من قولهم عَجُمَ وعَجِمَ فهو أعْجَمُ* وقال الفارسى* مرة فى قوله تعالى (ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌ) الأعْجمُ ـ الذى لا يُفْصح من العرَبَ كان أو من العَجَم ألا تراهم قالوا زيادٌ الأعْجَمُ لأنه كانت فى لسانه رُتَّةٌ وكان عَرَبيًّا ويُجمَع الأعْجَمُ على عُجْم أنشد أبو زيد
تَقُولُ الخَنَا وأبْغَضُ العُجْم ناطِقًا |
|
الى رَبِّنا صَوْتُ الحمارِ الْيُجَدَّعُ |
والعُجْم جمع أعْجَم المعنى وأبْغَضُ صوت العُجْم صوتُ الحمار لأن المضاف فى أفْعَلَ بعض المضاف اليه وصَوْت الحمارِ ليس بالعُجْم فاذا لم يَسُغْ حمل هذا الكلام على ظاهره علمت أنَّ التقدير فيه ما وصَفْنا وتُسَمِّى العربُ من لا يُبَيِّن كلامه من أىِّ صِنْف كان من الناس أعْجَمَ ومن ثم قال أبو الأخْزَر
سَلُّوم لو أصْبَحْتِ وَسْط الأعْجَمِ |
|
بالرُّومِ أو بالتُّرْك أو بالدَّيْلَمِ |
فقال لو أصبْحتِ وَسْط الأعجم ولم يقُل وَسْط العَجَم لأنه جعل كلَّ من لا يُبَيِّن كلامَه أعْجَم فكانَه قال لو أصبحت وَسْط القَبِيل الأعْجَم والعَجَمُ ـ خِلَاف العَرَب ويقال العُجْم والعَجَم كما يُقال العُرْب والعَرَب والعَجَمِىُّ ـ خِلَاف العَرَبِىِّ كما تقدّم كما أن العَرَبىَّ منسوب الى العَرَب وانما قُوبِل الأعْجمِىُّ فى الآية بالعَرَبى وخالف العَرَبىُّ العجمىَّ لأن الأعْجَمِىَّ فى أنه لا يُبَيِّن مثلُ العَجَمىِّ عِنْدهم من حيثُ اجتمعا فى أنَّهما لا يُبَيِّنان فلذلك قوبل به العَرَبىُّ فى قوله (ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌ) فأما الأعاجِمُ فينبغى أن يكونَ تكْسيرَ أعْجَمِىّ كما كان المَسَامِعة تكسيرَ مِسْمَعِىٍّ وهذه الآية فى المَعْنى فى قوله تعالى (وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ) وقوله (وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُ) كأنَّهم كانوا يَقُولون لَمْ تُفَصَّل آياته ولم تُبَيَّنْ لأنه أعْجَمِىٌّ وأما قوله (ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌ) فالمعنى المُنَزَّل أعْجَمِى والمنَزَّل عليه عَرَبىّ وقوله (ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌ) يرْتفع كلُّ واحد منهما بأنه خبر مبتدإ محذوفٍ* ابن السكيت* فى لسانه عُجْمَة وعَجْمةٌ* أبو عبيد* كلامٌ أعْجَمُ ومُعْجَم ـ يُذْهَب به الى كلام العَجَم وربَّما سمى الأخْرَسُ أعْجَمَ وكُلُّ بَهِيمة عَجْماءُ وحروف المُعْجَم فى هِجَاء المُقَطَّع مأخوذ منه لأنها أعْجَمِيَّة وكِتاب مُعْجَم ومُعَجَّم ـ