ومنه الحديث «لا يزال الناس مختلفة أَعْنَاقُهم في طلب الدنيا» أي جماعات منهم. وقيل : أراد بالأَعْنَاق الرّؤساء والكبراء ، كما تقدّم.
(ه) وفي حديث أم سلمة «قالت : دخلت شاة فأخذت قرصا تحت دنّ لنا ، فقمت فأخذته من بين لحييها ، فقال [صلىاللهعليهوسلم](١) : ما كان ينبغي لك أن تُعَنِّقِيها» أي تأخذي بعُنُقِها وتعصريها. وقيل : التَّعْنِيق : التّخييب ، من العَنَاق ، وهي الخيبة.
ومنه الحديث «أنه قال لنساء عثمان بن مظعون لمّا مات : ابكين ، وإيّاكنّ وتَعَنُّقَ الشيطان» هكذا جاء في مسند أحمد. وجاء في غيره «ونَعِيق الشيطان» فإن صحّت الأولى فيكون من عَنَّقَه إذا أخذ بعُنُقِه وعصر في حلقه ليصيح ، فجعل صياح النّساء عند المصيبة مسبّبا عن الشيطان ، لأنه الحامل لهنّ عليه.
(س) وفي حديث الضّحيّة «عندي عَنَاق جذعة» هي الأنثى من أولاد المعز ما لم يتمّ له سنة.
(س) وفي حديث أبي بكر «لو منعوني عَنَاقاً ممّا كانوا يؤدّونه إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم لقاتلتهم عليه» فيه دليل على وجوب الصّدقة في السّخال ، وأنّ واحدة منها تجزئ عن الواجب في الأربعين منها إذا كانت كلّها سخالا ، ولا يكلّف صاحبها مسنّة ، وهو مذهب الشافعي.
وقال أبو حنيفة : لا شيء في السّخال.
وفيه دليل على أنّ حول النّتاج حول الأمّهات ، ولو كان يستأنف لها الحول لم يوجد السّبيل إلى أخذ العَنَاق.
(س) وفي حديث قتادة «عَنَاق الأرض من الجوارح» هي دابّة وحشيّة أكبر من السّنّور وأصغر من الكلب. والجمع : عُنُوق. يقال في المثل : لقي عَنَاقَ الأرض ، وأذني عَنَاق : أي داهية. يريد أنّها من الحيوان الّذي يصطاد به إذا علّم.
__________________
(١) من ا والهروى.