ومنه الحديث «اللهم أَغِثْنَا» بالهمزة من الإِغَاثَة. ويقال فيه : غَاثَه يَغِيثُه ، وهو قليل ، وإنّما هو من الغَيْث لا الإِغَاثَة.
ومنه الحديث «فادع (١) الله يَغِيثُنا» بفتح الياء ، يقال : غَاثَ الله البلاد يَغِيثُها : إذا أرسل عليها المطر ، وقد تكرر في الحديث.
وفي حديث توبة كعب «فخرجت قريش مُغْوِثِين لعيرهم» أي مُغِيثِين ، فجاء به على الأصل ولم يعلّه ، كاستحوذ واستنوق. ولو روي «مُغَوِّثِين» بالتشديد ـ من غَوَّثَ بمعنى أَغَاثَ ـ لكان وجها.
(غور) فيه «أنه أقطع بلال بن الحارث معادن القَبَلِيَّة ، جَلَسيّها وغَوْرِيَّها» الغَوْر : ما انخفض من الأرض ، والجَلَس : ما ارتفع منها. تقول : غَارَ إذا أتى الغَوْر ، وأَغَارَ أيضا ، وهي لغة قليلة.
[ه] وفيه «أنه سمع ناسا يذكرون القدر فقال : إنّكم قد أخذتم في شعبين بعيدي الغَوْر» غَوْرُ كل شيء : عمقه وبعده : أي يبعد أن تدركوا حقيقة علمه ، كالماء الغَائِر الذي لا يقدر عليه.
ومنه حديث الدعاء «ومن أبعد غَوْراً في الباطل منّي؟».
(ه) وفي حديث السائب «لمّا ورد على عمر بفتح نهاوند قال : ويحك ما وراءك؟ فو الله ما بتّ هذه الليلة إلا تَغْوِيراً» يريد بقدر النّومة القليلة التي تكون عند القائلة. يقال : غَوَّرَ القوم إذا قالوا.
ومن رواه «تَغْرِيراً» جعله من الغرار ، وهو النّوم القليل.
ومنه حديث الإفك «فأتينا الجيش مُغْوِرِين» هكذا جاء في رواية ، أي وقد نزلوا للقائلة.
(س) وفي حديث عمر «أهاهنا غُرْتَ؟» أي إلى هذا ذهبت؟
__________________
(١) فى ا : «فادعوا».