وذلك أن الشمسَ أجْرَىِ ما تكونُ عند الغُروب* ابن السكيت* دَلَكَتِ الشمسُ دُلُوكاً ـ وهى دالِكٌ ـ اصْفَرَّتْ عندَ مَغِيبها وقيل دُلُوكُها حِين تَزُولُ عن كَبِدِ السماءِ وهو مَيْلُها وأنشد
هذا مَقَامُ قَدَمَىْ رَباحِ |
|
أليَوْمَ حتَّى دَلَكَتْ بَراحِ (١) |
يريد أنه اذا نَظَر اليها عند غُيوبها وَضَعَ يَدَه على جبينه يَتَّقِى شُعاعَها* ابن دريد* الدَّلَكُ ـ وَقْتُ دُلوكِ الشمس* أبو حنيفة* الغِشَاشُ ـ دُنُوُّ الشَّمْسِ للمَغِيبِ* أبو حنيفة* دَحَضَتِ الشمسُ تَدْحَضُ دَحْضاً ودُحوضاً ـ زالتْ وأدْحَضْتُه ودَحَضْتُه ـ دَفَعْتُه والزَّيْغُ والعُدُولُ والزَّوالُ سَواءٌ زَاغَتْ زَيْغاً وعَدَلَتْ تَعْدِلُ عُدُولاً وزالتْ زَوَالاً وزُؤُولاً* ابن دريد* الشمسُ صَغْواءُ ـ اذا مالتْ فى الغَرْب* أبو زيد* غابتِ الشمسُ غِياباً ومَغِيباً وغَيْبُوبةً* سيبويه* وغُيُوباً* أبو زيد* أغْيَبْنا ـ دَخَلْنا فى المَغِيب* وقال* أتانا على غَيْبةِ الشمسِ مقلوبٌ عن غَيْبَتِها* ابن السكيت* وَجَبَتِ الشمسُ وُجُوباً ـ غابتْ ويقال غابَتِ الشمسُ إلا شَفًا مقصور يريد بذلك الا شيأ قليلا وشَفَتْ تَشْفُو وتَشْفِى ـ ذَهَبَتْ وغابَتْ إلَّا شَيْأً وأنشد
أشْرَفْتُهُ بلَا شَفًا أو بِشَفَا |
|
والشمسُ قد كادَتْ تَكُونُ دَنَفَا |
يقال أتيتُه والشمسُ دَنَفٌ ـ أى قد قارَبَتْ أن تَغِيبَ* وقال* طَفَلَتِ الشمسُ دَنَتْ لتَغِيبَ* أبو حنيفة* وتَطَفَّلَتْ وتَطَرَّقَتْ وكَرَبَتْ وضَجَّعَتْ وقيل ضَجَّعَتْ ـ زالت* ابن السكيت* سَقَطَ القُرْصُ ـ غابتِ الشمسُ والعَرَجُ غَيْبُوبةُ الشَّمْسِ وأنشد
* حتَّى اذا ما الشَّمْسُ هَمَّتْ بعَرَجْ*
* أبو حنيفة* آبَتْ تَؤُبُ إيَاباً* سيبويه* وأُيُوباً وكذلك بادَتْ تَبيدُ بُيُودًا* أبو حنيفة* غارَتْ غَوْراً وغُؤُوراً وغِياراً ـ وغَرَبَتْ تَغْرُبُ غَرْباً وغُرُوباً وغَرَّبَتْ ـ غابَتْ وكذلك النَّجْمُ* صاحب العين* الغَرْبُ والمَغْرِبُ ـ الموضعُ الذى تَغْرُبُ فيه* سيبويه* المَغْرِبُ شاذ وقياسه المَغْرَبُ لان ما كان على يَفْعُل فاسمُ الموضعِ منه مَفْعَلٌ الا نَوادرَ أحدُها هذا* وحكى ابن السكيت*
__________________
(١) قلت كما اختلف الرواة في رواية الكلمة الأولى من هذا المشطور الثاني فبعضهم رواها اليوم حتي وبعضهم رواها بكرة حتى وبعضهم رواها ذبب حتى كاختلافهم في رواية لفظ الكلمة الآخرة منه ومعناها فمنهم من رواها براح بفتح الباء كقطام وفسرها بالشمس كما تقدم قبل ومنهم من رواها براح بكسر الباء باء الجر واختلفوا في تفسير المجرور فقال الغنوي هو مفرد اسم فاعل أصله رائح أسقطت همزته كما أسقطت همزة هائر فقيل هارٍ وقال الفراء هو جمع راحة وهي اليد وبهذا فسرها المؤلف كما ترى وسبب اختلافهم عدم وقوفهم على ما قبل هذين المشطورين وما بعدهما والرواية المشهورة وهي رواية قطرب والفراء ذبب حتى دلكت براح وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين