نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً (٩١) أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً (٩٢) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً (٩٣)) [٩٠ الى ٩٣]
(١) كسفا : قطعا.
(٢) زخرف : هنا بمعنى الذهب ، على ما قاله المفسرون.
الآيات واضحة الألفاظ والمعاني. وقد روى المفسرون في سياق طويل أنها نزلت بمناسبة دعوة بعض زعماء قريش النبي صلىاللهعليهوسلم إلى اجتماع للتفاوض والتفاهم فجاءهم مسرعا آملا بارعوائهم الذي كان شديد الحرص عليه فعرضوا عليه الكفّ عن آلهتهم واستعدادهم لإعطائه ما يبتغيه من مال وملك وشرف أو يعالجونه إذا كان له تابع من الجنّ ومريضا به فجادلهم وبيّن لهم رغبته الشديدة في هدايتهم ، وأن الله إنما بعثه لذلك وليس له أي مطلب آخر فإن لم يستجيبوا صبر حتى يحكم الله بينه وبينهم ، وحينئذ أخذوا يطلبون منه البراهين والمعجزات التي حكتها الآيات (١).
ومع احتمال صحة الرواية فإن وحدة النظم والتساوق التي تجمع بين الآيات وسابقاتها ولاحقاتها تلهم أنها استمرار للسياق ، ولقد ذكرت الآية السابقة مباشرة لها أن أكثر الناس أبوا إلّا الكفر برغم ما صرفت لهم في القرآن من الأمثال ، فأعقبتها هذه الآيات تحكي ما يقولونه ويطلبونه من مطالب ومعجزات حيث تقوم القرينة على استمرار السياق وصلة الآيات بسابقاتها ، وحيث يتبادر أن الآيات لم تتنزل فور كلام الكفار وأنه قد وقع قبل مدة منها فذكرته الآيات في معرض ما تذكره من مواقف الكفار وتعجيزاتهم.
__________________
(١) انظر تفسير الآيات في كتب تفسير الطبري وابن كثير والبغوي والخازن.