الدرجة. وإنما المراد بذلك : هم ذوو درجات متفاوتة عند الله ، فالمؤمن درجته مرتفعة ، والكافر درجته متّضعة.
وقوله تعالى : (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) (١٨٥) وهذه استعارة. لأن الغرور لا متاع له على الحقيقة ، وإنما المراد بذلك أن ما يستمتع به الإنسان من حطام الدنيا ظلّ زائل ، وخضاب ناصل.
وقوله تعالى في صدر هذه الآية : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) [الآية ١٨٥] مستعار أيضا ، لأن حقيقة الذوق ما أدرك بحاسة ، وإنما حسن وصف النفس بذلك لما يحسّ به من كرب الموت وعذابه ، فكأنها تحسّه بذوقه.
وقوله : (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (١٨٦). فهذه استعارة. لأن الأمور لا عزم لها ، وإنما العزم للموطّن نفسه على فعلها ، وهو الإنسان ، فالمراد : فإن ذلك من قوة الأمور. لأن العازم على فعل الأمر قويّ عليه.
وقوله تعالى : (فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ) [الآية ١٨٧]. وهذه استعارة. والمراد بها : أنهم غفلوا عن ذكره ، وتشاغلوا عن فهمه ، يعني الكتاب المنزل عليهم ، فكان كالشيء الملقى خلف ظهر الإنسان ، لا يراه فيذكره ، ولا يتلفت إليه فينظره.
وقوله : (فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ) [الآية ١٨٨] ومنجاة من العقاب. والمفازة : الأرض البعيدة التي إذا قطعها الإنسان فاز بقطعها ، وأمن من خوفها.
وقوله تعالى : (لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ (١٩٦) مَتاعٌ قَلِيلٌ) وهذه استعارة. والمراد بالتقلب ها هنا كثرة الاضطراب في البلاد ، والتقلقل في الأسفار ، والانتقال من حال إلى حال.