هذا (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ) [الآية ١١٦] وأنه يجيبه بتنزيهه عن أن يكون له شريك ، وبأنه ليس له أن يقول مثل هذا الذي نسبه أتباعه إليه ، وبأنه إنما أمرهم بعبادة الله ربه وربهم ، وكان عليهم شهيدا بذلك في حياته ، فلما توفاه كان هو الشهيد عليهم ، ثم فوض الأمر إليه في تعذيبهم والمغفرة لهم إظهارا لكمال العبودية ، وإن كان الشرك لا يغفر لأصحابه.
ثم ذكر أنه يقول لرسله بعد ذلك (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) [الآية ١١٩] وهم الذين صدقوا في عهودهم ولم يغيروا فيها بعد وفاة رسلهم ، وذكر أن لهم على ذلك جنات يتمتعون فيها برضاه عنهم ورضاهم عنه ، وأن ذلك هو الفوز العظيم (لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (١٢٠).