عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ) [الآية ٧].
جاء في «لسان العرب» ، مادة «شبه» :
وفي التنزيل العزيز : (مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ).
قيل : معناه يشبه بعضها بعضا.
قال أبو منصور : وقد اختلف المفسرون في تفسير قوله : (وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ) ، فروي عن ابن عباس أنه قال : المتشابهات : الم ، الر ، وما اشتبه على اليهود من هذه ونحوها.
قال أبو منصور : وهذا لو كان صحيحا عن ابن عباس كان مسلّما له ، ولكن أهل المعرفة بالأخبار وهّنوا إسناده ، وكان الفرّاء يذهب إلى ما روي عن ابن عباس.
وروي عن الضحّاك أنه قال : المحكمات ما لم ينسخ ، والمتشابهات ما قد نسخ.
وقال غيره :
المتشابهات : هي الآيات التي نزلت في ذكر القيامة والبعث ، ضرب قوله تعالى :
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (٧) أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ) [سبأ].
وضرب قوله جلّ وعلا :
(يَقُولُونَ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (٤٧) أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ) (٤٨) [الواقعة].
فهذا الذي تشابه عليهم ، فأعلمهم الله الوجه الذي ينبغي أن يستدلوا به على أن هذا المتشابه عليهم كالظاهر لو تدبّروه ، فقال تعالى :
(وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (٧٩) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (٨٠) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ) [يس].
أي : إذا كنتم أقررتم بالإنشاء والابتداء فما تنكرون من البعث والنشور ، وهذا قول كثير من أهل