الأصل. وقرأ الأعمش : (ذائقة الموت) بطرح التنوين مع النصب كقول أبي الأسود :
فذكّرته ثم عاتبته |
|
عتابا رقيقا وقولا جميلا |
فألفيته غير مستعتب |
|
ولا ذاكر الله إلا قليلا |
وقد أضيف اسم الفاعل (ذائقة) إلى (الموت) في آيتين أخريين هما : [الأنبياء / ٣٥ ، والعنكبوت / ٥٧].
٥ ـ وقال تعالى : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ) [الآية ١٨].
قال الزمخشري في «الكشاف ١ / ٣٤٣» :
(قائِماً بِالْقِسْطِ) ، مقيما للعدل فيما يقسم من الأرزاق والآجال ، ويثيب ويعاقب ، وما يأمر به عباده من إنصاف بعضهم لبعض ، والعمل على السويّة فيما بينهم. وانتصابه على أنه حال مؤكّدة منه كقوله : (وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً) [البقرة / ٩١].
فإن قلت لم جاز إفراده بنصب الحال دون المعطوفين عليه؟ ولو قلت جاءني زيد وعمرو راكبا لم يجز؟ قلت إنما جاز لعدم الإلباس كما جاز في قوله : (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً) [الأنبياء / ٧٢] أن انتصاب (نافِلَةً) حال عن يعقوب ...
أقول : هذه المشكلات اللغوية التاريخية من النماذج التي تقدمها لغة القرآن ، والتي تدل على أن لبناء العربية أسلوبا قد أحكم إحكاما لأداء المعاني ، فهو طورا واضح بيّن ، وطورا فيه إشكال ، وجماع هذا أمر يقتضيه البيان القرآني.
٦ ـ وقال تعالى : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) [الآية ١٩].
قال الزمخشري في «الكشاف ١ / ٣٤٥» :
«... إن الإسلام هو العدل والتوحيد ، وهو الدين عند الله ، وما عداه فليس عنده في شيء من الدين.
وفيه أن من ذهب إلى تشبيه أو ما يؤدي إليه ، كإجازة الرؤية أو ذهب إلى الجبر الذي هو محض الجور ، لم يكن على دين الله الذي هو الإسلام ، وهذا بيّن جليّ كما ترى ...
وقد رد الشيخ محمد عليان على قولة الزمخشري من أن الإسلام هو