وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍ) [الآية ١٨١] وقد مضى لذلك دهر ، فإنّما يعني : «سنكتب ما قالوا على من رضي به من بعدهم أيام يرضاه».
وأما قوله : (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ) [الآية ١٨٨] فإنّ : الآخرة بدل من الأولى والفاء زائدة. ولا تعجبني قراءة من قرأ الأولى بالياء (١) إذ ليس لذلك مذهب في العربية ، لأنه إذا قال : (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا) فإنّه لم يوقعه على شيء.
__________________
(١). في الطبري ٧ / ٤٢٨ الى غير من قرأ بقراءة التاء ، وفي السبعة ٢١٩ الى ابن كثير وابن عمرو ونافع والكسائي مع كسر السين ، وفي ٢٢٠ الى ابن عامر وعاصم مع فتح السين ، وفي البحر ٣ / ١٢٨ الى السبعة إلّا حمزة وفي حجة ابن خالويه ٩٢ بلا نسبة. أما القراءة بالتاء ، ففي الطبري ٧ / ٤٣١ الى جماعة من أهل الحجاز والعراق ، وفي السبعة ٢٢٠ والجامع ٤ / ٢٩٠ والبحر ٣ / ١٢٧ الى حمزة ، وفي حجة ابن خالويه ٩٢ بلا نسبة.