المبحث الأول
أهداف سورة «الدخان» (١)
سورة «الدخان» سورة مكية نزلت في الفترة الأخيرة من حياة المسلمين في مكة ، بعد الإسراء ، وقبيل الهجرة ، وآياتها ٥٩ آية ، نزلت بعد سورة «الزخرف». وقد سميت سورة «الدخان» لقوله تعالى فيها :
(فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ) (١٠).
أفكار السورة
قال الفيروزآبادي : معظم ما ترمي إليه سورة الدخان هو :
نزول القرآن في ليلة القدر ، وآيات التوحيد ، والشكاية من الكفار ، وحديث موسى (ع) وبني إسرائيل وفرعون ، والرد على منكري البعث ، وذلّ الكفار في العقوبة ، وعز المؤمنين في الجنة ، والمنّة على الرسول (ص) بتيسير القرآن على لسانه ، في قوله تعالى :
(فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (٥٨).
فضل السورة
سورة الدخان سورة يكثر المسلمون قراءتها ، خصوصا ليلة النصف من شعبان ، وليلة القدر في رمضان ، وليلة الجمعة. وهي تبدأ ببيان أن القرآن أنزل من السماء في ليلة مباركة ، يحمل الرحمة والهدى من رب العالمين ؛ ثم تنذر المشركين بالعذاب ، وتذكر طرفا من قصة موسى (ع) مع فرعون ، يعقبه
__________________
(١). انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته ، الهيئة العامة للكتاب ، القاهرة ، ١٩٧٩ ـ ١٩٨٤.