المبحث الثاني
ترابط الآيات في سورة «الزخرف» (١)
تاريخ نزولها ووجه تسميتها
نزلت سورة «الزخرف» بعد سورة «الشورى» ، ونزلت سورة «الشورى» بعد الإسراء وقبيل الهجرة ، فيكون نزول سورة «الزخرف» ، في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سميت هذه السورة بهذا الاسم ، لقوله تعالى منها : (وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ) (٣٥) وتبلغ آياتها تسعا وثمانين آية.
الغرض منها وترتيبها
الغرض من هذه السورة تنزيه الله تعالى عن الأولاد ، وقد ذكر في السورة السابقة اتفاق الرسل على شريعة التوحيد ، ولكنّ بعض أتباعهم أدخل عقيدة الولد في شرائعهم ، فذكرت هذه السورة بعدها لتنزيه الله سبحانه عنها ، وتبرئة هذه الشرائع منها ؛ هذا إلى ما فيها من أخذهم بالترهيب والترغيب وغيرهما مما تشبه به السورة السابقة أيضا.
التمهيد لتنزيه الله سبحانه
عن الأولاد
الآيات [١ ـ ١٤]
قال الله تعالى : (حم (١) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (٣) فمهّد لذلك بالتنويه بشأن ما يتلى عليهم فيه ، وذكر سبحانه
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي ، مكتبة الآداب بالجمايز ـ المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة ، القاهرة ، غير مؤرّخ.