المبحث الثالث
مكنونات سورة «الأحقاف» (١)
١ ـ (وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ) [الآية ١٠].
هو عبد الله بن سلام. أخرجه الطّبراني من حديث عوف بن مالك الأشجعي (٢) بسند صحيح.
وأخرجه ابن أبي حاتم من حديث سعد بن أبي وقّاص. ومن طريق العوفي ، عن ابن عبّاس (٣).
وقاله مجاهد ، وعكرمة ، وآخرون.
٢ ـ (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «مفحمات الأقران في مبهمات القرآن» للسّيوطي ، تحقيق إياد خالد الطبّاع ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، غير مؤرّخ.
(٢). ونص الحديث كما في «مجمع الزوائد» ٧ / ١٠٥ ؛ نورده لما له من الفوائد في الكشف عن عناد بني إسرائيل ورفضهم الانصياع لحكم الحق.
«عن عوف بن مالك الأشجعي قال : انطلق النبي (ص) ، وأنا معه ، حتى إذا دخلنا كنيسة اليهود يوم عيدهم ، فكرهوا دخولنا عليهم ، فقال لهم رسول الله (ص) : «يا معشر اليهود ، أروني اثني عشر رجلا منكم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، يحبط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي عليه» فأسكتوا فما أجابه منهم أحد ، ثم ردّ عليهم فلم يجبه أحد ، ثم ثلث ، فلم يجبه أحد. فقال : «أبيتم ، فو الله لأنا الحاشر ، وأنا العاقب ، وأنا المقفّي ؛ آمنتم أو كذّبتم ثمّ انصرف ، وأنا معه ، حتّى كدنا أن نخرج ، فإذا رجل من خلفه فقال : كما أنت يا محمد. فأقبل ، فقال ذاك الرجل : أي رجل تعلمونني منكم يا معشر اليهود؟ قالوا : والله ما نعلم فينا رجلا كان أعلم بكتاب الله ، ولا أفقه منك ، ولا من أبيك قبلك ، ولا من جدّك قبل أبيك. قال : فإنّي أشهد بالله أنه نبي الله الذي تجدون في التوراة. قالوا : كذبت ثمّ ردّوا عليه ، وقالوا فيه شرّا. فقال رسول الله (ص) : «كذبتم لن نقبل منكم قولكم». قال : فخرجنا ونحن ثلاثة : رسول الله (ص) ، وأنا ، وابن سلام. فأنزل الله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (١٠). قال الهيثمي : رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح.
(٣). انظر «تفسير الطبري» ٢٦ / ٧.