مات على حبّ آل محمّد فتح له الى الجنة بابان ؛ ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشمّ رائحة الجنّة. يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه :
يا آل بيت رسول الله حبّكم |
|
فرض من الله في القرآن أنزله |
كفاكم من عظيم الفخر أنّكم |
|
من لم يصلّ عليكم لا صلاة له |
وقال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ) [الآية ٢٥].
ـ ما موقع كلمة (عَنْ) هنا؟
كلمة (عَنْ) هنا بمعنى «من» أي من عباده ، تقول أخذ فلان العلم عن فلان أي منه.
وقال : (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ) [الآية ٢٩].
وقال جل وعلا : (أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (٣٤) وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) (٣٥).
ـ ما وجه نصب (وَيَعْلَمَ) مع أنّ ما قبلها مجزوم؟
إنّما كان النصب للعطف على تعليل محذوف ، فكأنه سبحانه قال لينتقم منهم ، وليعلم الذين يجادلون في آياتنا.
وقال سبحانه : (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) [الآية ٤٠].
ـ لم سمّي الجزاء سيئة وهو ليس بسيّئة؟
ـ ذلك من باب الازدواج ، كما في قوله تعالى : (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ) [البقرة / ١٩٤]. وقوله سبحانه : (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) [النحل / ١٢٦].
وقال : (وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ) [الآية ٥١].
ـ ما المراد بالحجاب في هذه الآية الكريمة؟
المراد بالحجاب البعد والخفاء وعدم الظهور ، والعرب تستعمل لفظ الحجاب في ما ذكرناه ، فيقول أحدهم لغيره إذا استبعد فهمه واستبطأ فطنته ، بيني وبينك حجاب ، وتقول للأمر الذي تستبعده وتستصعب طريقه ، بيني وبينه حجاب وموانع وسواتر وما جرى مجرى ذلك ؛ وعليه يكون معنى الآية : أنه تعالى لم يكلّم البشر إلّا وحيا بأن