في رواية عبد الأعلى مولى آل سام يعرف هذا وأشباهه من كتاب الله بعد قوله عليهالسلام امسح على المرارة (١) وتقريب الاستدلال هو ان عرفان معاني كلماتهم يوجب الأفقهية والعلم يحصل بملاحظة كتاب الله تعالى ومن المعلوم ان الاخبار عنهم عليهمالسلام الا ما شذ كالمتواتر يكون ظني السند والدلالة وهكذا الكتاب قطعي السند كالمتواتر ولكنه ظني الدلالة فلا يوجب أحدهما القطع والعلم الوجداني الا قليلا.
وبعبارة أخرى ان حجية الأمارات اما ان تكون من باب تتميم الكشف كما هو التحقيق أو من باب تنزيل مؤداها منزلة الواقع كما هو رأى الشيخ الأعظم أو من باب جعل الحجية كما عن المحقق الخراسانيّ قده وعلى أي تقدير لا توجب العلم الوجداني بل لنا العلم بوجود الحكم الطريقي إلى الواقع وانه ربما يوصل إلى الواقع وربما لا يوصل إليه.
فإذا عرفت ذلك فنقول العلم بالحجة والوظيفة أيضا علم لأن العرفان إذا صدق على ما لا يكون عرفانا في الواقع فنقول بتوسعة صدقه على غيره فعلى هذا المجتهد الانسدادي والّذي يكون سنده البراءة يكون عالما وليس الرجوع إليه من رجوع الجاهل إلى الجاهل بل من رجوع الجاهل إلى العالم وما فهمه الانسدادي يكون وظيفته ووظيفة البشر فمع كونه اعلم لا بد من الرجوع إليه لا إلى غيره وليس لأحد ان يقول لا يرجع إلى المجتهد الأعلم.
فعلى هذا يكون باب العلم منسدا للمقلد أيضا لأنه لا بد من الرجوع إلى الانسدادي نعم إذا كان الانفتاحي والانسدادي متساويين فيكون له الرجوع إلى الانفتاحي فما ذكره المحقق الخراسانيّ قده من ان ما ادى إليه حجته يكون وظيفة لنفسه لا للبشر لا يخلو عن الإشكال.
ثم من هذا الوجه قال قده بما حاصله هو انه ان أشكل على هذا وقيل بأن
__________________
(١) في الوسائل ج ١ باب ٣٩ من أبواب الوضوء ح ٥