له أجزاء متعددة ، فالحافز والسبب للمثوبة واحد ، لأن الواجب هذا مطلوب بطلب واحد ، لكن مع هذا ، فرق بين هذا الواجب وواجب ارتباطي آخر أقل من الأول أجزاء ومشقّة ، فلا إشكال في أن حجم مثوبة الأكثر أجزاء أكثر وأكبر من مثوبة قليل الأجزاء ، فالحافز فيهما معا واحد ، لكن حجم التعويض يتأثر بحجم الجهد المبذول.
إذن فيوجد ملاك واحد ، وسبب واحد ، للمثوبة الانفعالية ، والواجب الغيري لا يصلح أن يكون ملاكا وسببا للثواب ، وإن كان يزيد في حجم المثوبة باعتبار أنه جهد مبذول.
وأمّا الثواب المولوي ، فمعناه : حكم العقل بحسن التعويض ، بخلاف الثواب الانفعالي الذي كان بمقتضى الطبع.
وهذا الثواب المولوي أيضا يقدّر موضوعه بحسب موضوع الثواب الانفعالي ، فمعنى حكم العقل باستحقاق الثواب ، أنه يلتفت إلى هذه الانفعالات الطبيعية ، ويحكم بأنها صدرت من أهلها ، ووقعت في محلها. إذن فنفس الثواب الانفعالي يحوّله العقل إلى ثواب عقلاني دون أن يضيف من عنده ثوابات أخرى.
إذن فالثواب المولوي له سبب واحد ، وملاك واحد ، كالثواب الانفعالي ، وعليه فلا يتعدّد الثواب بتعدّد المقدمات المأتي بها.
نعم حجم العوض يختلف باختلاف كثرة المقدمات وقلّتها ، وبهذا صحّ ما عليه المشهور ، من أنّ امتثال الأمر الغيري ليس سببا مستقلا لاستحقاق الثواب.
غير أن السيد الخوئي «قده» (١) خالف المشهور في ذلك ، وذهب إلى أن
__________________
(١) محاضرات فياض : ج ٢ ص ٣٩٧ مطبعة الآداب النجف الأشرف ١٣٨٥ ه. أجود التقريرات : الخوئي ج ١ هامش ص ١٧٤.