الداعي المفهوم عرفا من الخطاب ، للزم عدم شمول الخطاب للعالم بالعدم ، لأنّ الخطاب يكون محركا فعلا للمنقاد ، وهذا لا يتصوّر في العالم بالعدم.
٣ ـ النحو الثالث من معنى الداعي هو : إنّ الداعي المستكشف ، عبارة عن داعي أن يكون الخطاب محركا فعليّا على تقدير الوصول والعلم والانقياد ، فيكون محركا فعليا ، وحينئذ بهذا الداعي نثبت اشتراط القدرة ، لأنّ الخطاب لا يحرّك نحو غير المقدور حتى بعد الوصول ، فيصير هذا قرينة على عدم شمول الخطاب للعاجز ، وفي نفس الوقت هذا الفرض يحل الإشكال في موارد التزاحم ، لأنه تقييد لأحد الخطابين بعدم وصول الآخر ، كما لو فرض عدم تنجز خطاب «أزل».
وهنا نقول : إن كلا من الخطابين يكشف عن داع مولوي لكل من وصل وكان قادرا ، فإن وصل ذاك فلا وصول لهذا ، وكذا العكس.
إذن فلا يصلان معا في عرض واحد ، إذ الداعيان معا لا يحركان معا ، إذن فلا تعارض بلحاظ عالم الحكم.
٤ ـ النحو الرابع من معنى الداعي هو : أن يكون كل من الخطابين يكشف عن داعي أن يكون الحكم باعثا شأنيا ، بمعنى أن يكون صالحا لأن يكون باعثا لو لا المزاحم من قبل المولى ، فيكون معنى الداعي هو : إيجاد ما يقتضي الانبعاث.
وهذا يترتب عليه اشتراط القدرة التكوينيّة ، لأنّ الخطاب لا يكون مقتضيا لتحريك المشلول ، بل يقتضي كل من الخطابين عدم المنافاة بينهما حتى لو كانا مطلقين.
هذا بلحاظ مدلول الخطاب ، لأن كلا من الخطابين يريد داعيا وباعثا شأنيا ، وهما يعقل اجتماعهما ، وإنّما غير المعقول هو تحريكهما الفعلي ، إذ لا مقتض لتقييد وصول أحدهما بعدم وصول الآخر.
وحيث أنّ هذا المطلب يرجع إلى الاستظهار العرفي من الخطاب ،