النفس ، فإنه لا ينشأ من أسباب خارجية ، لأنه خلف كونه تحريكا نفسانيا ، بل ينشأ من مؤثر نفساني.
إذن لا بدّ أن يلتزم من أن المؤثر والمقتضي لهذا التحريك ، ليس هو مطلق الشوق ، بل يمكننا أن نصطلح عليه بالشوق الكامل ، ونشير به إلى مرتبة معيّنة من الشوق تكون هي المؤثر في التحريك ، وبالتالي تكون من باب تأثير أمر نفساني في أمر نفساني.
والمدّعى في المقام هو : إنّ كل فعل يكون له حالة منتظرة ، فهي لا تنفك عنه ، إذ شأنه شأن الإرادة التكوينية في ذلك.
ومن الواضح بطلان هذا المدّعى ، لأننا نمنع مقولة كون الإرادة التكوينية لا تنفك عن مرادها التكويني عند عدم وجود شوق كامل نحوه ، ولا نمنع مقولة استحالة الانفكاك بين الإرادة التكوينية والمراد التكويني فيما إذا وجد الشوق الكامل نحوه.
وبعبارة أخرى ، فإننا نمنع أن الإرادة التكوينية يستحيل انفكاكها عن المراد التكويني ، إذا لم تكن تلك المرتبة المؤكدة من الشوق الكامل المستتبع في الإرادة لتحريك العضلات نحو الفعل ، والمقتضي لتحققه خارجا إذا كانت بقية الشرائط متوفرة كقابلية القابل ، وهذه المرتبة هي الإرادة التكوينية ، إذن فالتخلف والانفكاك إنما هو من جهة عدم اكتمال الإرادة ، وبلوغها المرتبة العالية بفقدان قابلية القابل ، وتوقفه على طلوع الفجر ، إذ بطلوع الفجر يكتمل الشوق بقابلية القابل ، لا من أجل كون الأمر الخارجي علة في تحريك العضلات الذي هو أمر نفساني ، بل لأن الإرادة متعلقة بالحصة الخاصة من التحريك ، وهو التحريك عند طلوع الفجر ، إذ قابلية العضلات للتحرك لا تتوفر إلّا عند طلوع الفجر الذي هو أمر خارجي عن النفس ، لأن الإرادة ليست متعلقة بمطلق تحرك العضلات ، وإلّا لو فرض وجود الشوق الكامل ، ولم