يوجد متعلقه (١) ، فهذا أمر غير معقول ، ولا يخلو من أحد احتمالات ، كلها غير معقولة :
أ ـ الاحتمال الأول : هو كون العضلات لم تتحرك ، رغم وجود الشوق الكامل ، من باب انفكاك المعلول عن العلة ، وهذا مستحيل.
ب ـ الاحتمال الثاني : هو أن التحريك لم يتحقق ، لأن مقتضيه لم يتحقق ، كما لو فرض ، بأن المقتضي للتحريك شيء آخر وراء عالم الشوق وعالم النفس ، كنزول المطر مثلا ، وهذا مستحيل أيضا ، لأن نزول المطر إن حرّك الجسم ، فإنه يحركه كما تتحرك الحجارة ، وهذا بخلاف تحريك العضلات وتهيّجها ، فإنه لا يخضع إلّا لمؤثرات عالم النفس ، لأنه لا يأتمر بغير النفس.
ففرض أن التحريك لم يوجد لأن المقتضي لم يوجد ، خلف لأن المقتضي يجب إن يكون نفسانيا ، وفي عالم النفس لا توجد حالة منتظرة وراء الشوق الكامل.
ج ـ الاحتمال الثالث : هو أن المقتضي للتحريك موجود ، ولكن الشرط غير موجود ، لأن الشرط هو طلوع الفجر مثلا.
وهذا الاحتمال أيضا ساقط ، لأن طلوع الفجر لا يمكن أن يكون شرطا ، لأن الشرط إمّا متمم لفاعلية المقتضي ، أو متمم لقابلية القابل ، وكلاهما غير متصور في المقام.
أمّا كونه ساقطا من ناحية كونه متمما لفاعلية المقتضي ، أي : الشوق الكامل ، فذلك لأنّ المتمم لفاعلية المقتضي ، إنما هو قيد يحصّصه وينوّعه ،
__________________
(١) وهذا من دون فرق بين كون الإرادة هي نفس الشوق الذي هو من مقولة الصفة ، أو كونها من مقولة فعل النفس ، وذلك لرجوع ما بالعرض إلى ما بالذات ، ومنع التفكيك بين مقولات النفس وصفاتها. (مقرّر).