(لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ) : الجملة الفعلية في محل جر أو في محل نصب صفة ـ نعت ـ لآخرين. لما : حرف نفي وجزم وقلب. يلحقوا : فعل مضارع مجزوم بلما وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الباء حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بيلحقوا بمعنى : لم يلحقوا بهم بعد وسيلحقون بهم.
(وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) : الواو استئنافية. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. العزيز الحكيم : خبرا «هو» على التتابع ـ خبر بعد خبر ـ مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة. و «لما» تفيد النفي والجزم مثل «لم» إلا أن نفي «لما» يستمر حتى زمن التكلم أي للحال والمراد بالذين لم يلحقوا : اتباع الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ.
** (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثانية .. المعنى : بعث في العرب الأميين فحذف الموصوف «العرب» وحلت الصفة «الأميين» محله أي بعث رجلا هو الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أميا يعلمون نسبه وأحواله قارئا عليهم آيات الكتاب الكريم مع كونه أميا مثلهم وهذه في حد ذاتها آية بينة أي معجزة واضحة و «الأمي» منسوب إلى أمة العرب لأنهم كانوا لا يكتبون ولا يقرءون .. وقيل : بدأت الكتابة بالطائف أخذوها من أهل الحيرة وأهل الحيرة أخذوها من أهل الأنبار.
** (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة المعنى : وبعثه في الأميين على عهده أي وفي آخرين من الأميين وبمعنى : ويزكي قوما آخرين أو ويعلم آخرين لم يلحقوا بهم وسيلحقون .. وهم الذين بعد أتباع الرسول الكريم أي الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ وقيل : لما نزلت هذه الآية الكريمة قيل : من هم يا رسول الله؟ فوضع ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يده على سلمان ـ وهو أحد خواص الصحابة أسلم بعد الهجرة ـ ثم قال : «لو كان الإيمان عند الثريا لتناوله رجال من هؤلاء» وقيل : هم الذين يأتون من بعدهم إلى يوم القيامة .. وذلك فضل أعطيه محمد وهو أن يكون نبي أبناء عصره ونبي أبناء العصور الغوابر.
** (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة. المعنى : ذلك الفضل الذي أعطاه الله محمدا يؤتيه من يشاء من عباده المصطفين .. وفي القول الكريم تأكيد على منزلة الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عند بارئه عزوجل.
** (قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة السادسة .. المعنى : قل يا محمد يا أيها اليهود .. سموا بذلك لقول موسى ـ عليهالسلام ـ : إنا هدنا إليك .. أي رجعنا إليك وتبنا يقال : هاد ـ يهود ـ هودا .. من باب «قال ـ يقول ـ قولا». بمعنى : تاب ورجع إلى الحق فهو هائد ـ اسم فاعل ـ وهم هود. قال أبو عبيدة : التهود : هو التوبة والعمل الصالح. قال الجوهري : ويقال أيضا : هاد وتهود : أي صار يهوديا والهود : بمعنى : اليهود. والتهويد : تصيير الإنسان يهوديا.