(إِنَّكَ لَرَسُولُهُ) : يعرب إعراب «إنك لرسول الله» والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة والفعل «يعلم» هنا معلق عن العمل باللام ويمتنع كون «إن» مع اسمها وخبرها بمصدر لأنها مكسورة .. المعنى : والله يعلم أن الأمر .. كما يدل عليه قوله : إنك لرسول الله أي والله يعلم ذلك ويحلف إنك رسوله وكفى به شاهدا.
(وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَ) : معطوف بالواو على «والله يعلم» ويعرب إعرابه. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.
(الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ كاذبون : خبر «إن» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى لكاذبون عند أنفسهم لأنهم كانوا يعتقدون في أنفسهم أن هذا القول كذب.
(اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٢)
هذا القول الكريم أعرب في الآيتين الكريمتين الخامسة عشرة والسادسة عشرة من سورة «المجادلة».
** (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة الأولى .. وكسرت همزة «إن» لوجود اللام الداخلة طلبا لزيادة التوكيد .. ولأن «إن» وردت في داخل القول .. يقال : شهد على كذا .. من باب «سلم» وربما قالوا : شهد الرجل بسكون الهاء تخفيفا وقولهم : أشهد بكذا : أي أحلف. وشهد له بكذا : أي أدى ما عنده من الشهادة فهو شاهد ـ اسم فاعل ـ بمعنى أخبر به. والشهادة : هي الإخبار بما قد شوهد .. ولعل السر فيه أن الشهادة اسم من المشاهدة وهي الاطلاع على الشيء عيانا فاشترط في الأداء ما ينبئ عن المشاهدة وأقرب شيء يدل على ذلك ما اشتق منه اللفظ وهو «أشهد» بلفظ المضارع ولا يجوز «شهدت» لأن الماضي موضوع للإخبار عما وقع نحو : قمت ؛ أي فيما مضى من الزمان فلو قال : شهدت .. احتمل الإخبار عن الماضي فيكون غير مخبر به في الحال والمضارع موضوع للإخبار في الحال فإذا قال : أشهد فقد أخبر في الحال وعليه قوله تعالى في الآية المذكورة .. بمعنى : نحن الآن شاهدون بذلك وبذلك فقد استعمل «أشهد» في القسم نحو : أشهد بالله لقد كان كذا : أي أقسم فتضمن لفظ «أشهد» معنى المشاهدة والقسم والإخبار في الحال فكأن الشاهد قال : أقسم بالله لقد اطلعت على ذلك وأنا الآن أخبر به. وقولهم : أشهد أن لا إله إلا الله تعدى بنفسه لأنه