يكون من السابح وهو من عطف الفعل على الاسم لشبهه بالفعل. ويقال : انصاع الطير : أي ارتقى في الجو ارتقاء .. ومن معانيه أيضا : انفتل راجعا مسرعا ولهذا يقال : انقاد فلان للأمر أو أطاع فلان الأمر ولا يقال : انصاع للأمر.
** (أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والعشرين .. و «لجوا» أصله : لججوا ثم أدغم فحصل التشديد بمعنى بل تمادوا في استكبار وتجاوز وتباعد .. يقال : عتا ـ يعتو ـ عتوا .. من باب «سما ـ يسمو ـ سموا» وعتيا .. أيضا ـ بضم العين وكسرها فهو عات ـ اسم فاعل ـ أي هو المجاوز للحد في الاستكبار والعاتي أيضا : الجبار وقيل : العاتي : هو المبالغ في ركوب المعاصي المتمرد الذي لا يقع منه الوعظ والتنبيه موقعا .. وعتا الشيخ ـ يعتو ـ عتيا ـ بضم العين وكسرها : بمعنى : كبر وولى أي أسن والفعل من باب «قعد» فهو عات أيضا .. أما النفور ففعله ـ نفر ـ ينفر ـ نفرا .. من باب «ضرب» في اللغة العالية ـ كما قال الفيومي ـ وبها قرأ السبعة ونفر ـ نفورا .. من باب «قعد» لغة وقرئ بمصدره في قوله تعالى في سورة «الإسراء» : «إلا نفورا» ويقال : نفر القوم : بمعنى أعرضوا وصدوا ونفروا نفرا : أي تفرقوا ونفروا إلى الشيء : بمعنى : أسرعوا إليه ويقال للقوم النافرين لحرب أو غيرها : نفير. تسمية بالمصدر .. والنفر ـ بفتح النون والفاء : جماعة من الرجال من ثلاثة إلى عشرة وقيل : إلى سبعة ولا يقال : نفر .. فيما زاد على العشرة. ويجمع «النفر» على «أنفار» وعلى ذكر «الأنفار» يروى أن ثلاثة أنفار من أهل الأدب جمعهم مكان كانوا يتنزهون فيه في قرية تسمى «طهياثا» فقالوا : ليقل كل منا قافية على حرف الثاء على اسم هذا المكان. فقال الأول : لقد نزلنا اليوم في طهياثا وقال الثاني : لما حثثنا القدح احتثاثا. ثم ارتج الثالث ـ أي أصابه اضطراب وحيرة ـ فقال : وأم عمرو طالق ثلاثا! فقال رفيقاه : ويحك ما ذنب المسكينة؟ فقال والله ما لها ذنب إلا أنها وقعت في طريق القافية!
** (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية والعشرين. المعنى : أفمن يمشي في مكان غير سوي أي مستو فيعثر فيخر ساقطا على وجهه أهدى إلى غايته .. وفي القول الكريم تشبيه أي مثل للمؤمن والكافر.
** (قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والعشرين .. المعنى : قل لهم يا محمد الله هو الذي خلقكم وخلق أو أوجد لكم السمع لتسمعوا أي وضع فيكم الآذان والأعين والقلوب أدوات سمع ورؤية وتفكر وجاءت لفظة «السمع» مفردة ولم تأت جمعا مثل «الأبصار» و «الأفئدة» لأنها مصدر يستوي فيه المفرد والجمع.
** (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والعشرين أي وحين رأوا العذاب قريبا .. وعبر سبحانه بالفعل الماضي «رأى» عن المستقبل لأنه بقول الله متحقق الوقوع.
** (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثلاثين .. وغورا : بمعنى : ذاهبا في الأرض وهو مصدر وصف به. وبمعنى : غائرا. والغور من كل شيء : هو قعره ومنه يقال : فلان بعيد الغور : أي حقود ويقال عارف بالأمور وغار في الأمر : إذا دقق النظر فيه. وغار الماء ـ يغور ـ غورا فهو غائر ـ اسم فاعل ـ والفعل من بابي «قال» و «دخل».