(قالَ يا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ) (٢)
(قالَ يا قَوْمِ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقدير هو. يا : أداة نداء. قوم : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة تجانس الياء ـ تناسبها ـ والياء المحذوفة خطا واختصارا واكتفاء بالكسرة الدالة عليها ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر مضاف إليه بمعنى فقال لقومه يا قوم ..
(إِنِّي لَكُمْ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب اسم «إن». لكم : جار ومجرور متعلق بنذير والميم علامة جمع الذكور أو يكون في محل نصب حالا مقدمة من «نذير» بمعنى : نذير لكم من عند الله و «إن» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.
(نَذِيرٌ مُبِينٌ) : خبر «إن» مرفوع بالضمة. مبين : صفة ـ نعت ـ لنذير مرفوع مثله بالضمة المنونة أي نذير لكم من الله.
** (قالَ يا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية أي قال نوح لقومه : يا قومي إني لكم من الله منذر أي مخوف من عقاب الله لكم إن لم تؤمنوا و «القوم» لفظ لا واحد له من لفظه .. جاء في الصحاح : القوم : هم الرجال دون النساء. قال زهير :
ما أدري ولست إخال أدري |
|
أقوم آل حصن أم نساء |
وقال : ربما دخل النساء في القوم على سبيل التبع في قوله تعالى في سورة «الحجرات» : (لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ ..) ولا نساء من نساء : صدق الله العظيم. لأن قوم كل نبي رجال ونساء. وجمعه : أقوام وجمع الجمع : أقاوم. والقوم : يذكر ويؤنث لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كان للآدميين يذكر ويؤنث مثل «الرهط» و «النفر» و «القوم» قال تعالى في سورة «الأنعام» : (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ) وقال في سورة «القمر» : (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ) وعلى ذكر «الرهط» يقال : رهط الرجل : هم قومه وقبيلته ومنه القول : ارتهط القوم : بمعنى : اجتمعوا. وجمعه : أرهط وأرهاط وجمع الجمع : أراهط وأراهيط أما كون اللفظ يشير إلى الجمع فهو كقوله تعالى في سورة «النمل» : (وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ) فجمع وليس لهم واحد من لفظهم أي وكان في المدينة تسعة رجال أو أشخاص أو أنفس. وقيل : إن «الرهط» بمعنى : الجماعة وهو من الثلاثة إلى السبعة أو من السبعة إلى العشرة أو من الثلاثة إلى العشرة. وإذا أضيف إليه عدد ـ كما في الآية الكريمة ـ كان معناه : النفس أو الشخص وإنما جاز تمييز الرهط أي تمييز التسعة به لأنه في معنى الجماعة. والفرق بين