وقيل : هو أمر بتطهير النفس مما يستقذر من الأفعال ويستهجن من العادات .. يقال : فلان طاهر الثياب وطاهر الجيب والذيل والأردان : إذا وصفوه بالنقاء من المعايب ومدانس الأخلاق وفلان دنس الثياب : للغادر وذلك لأن الثوب يلابس الإنسان ويشتمل عليه فكنى به عنه.
** (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة .. المعنى : فإذا نفخ في البوق وهو مناداة الناس ليوم الحشر وبعثهم من القبور أي يوم الصيحة الثانية .. يقال : صاح ـ يصيح ـ صيحة .. والصياح : هو الصوت. والمصدر : صيحا وصيحة وصياحا ـ بكسر الصاد وضمها ـ وبمعنى : صرخ وزعق أيضا .. يقال : الزعق : هو الصياح وزعق ـ به يزعق ـ زعقا. من باب «قطع» بمعنى : صاح. وعلى ذكر الفعل «زعق» وردت في كتاب تراثي رواية تراثية تحمل الطرافة والذكاء وفيها رد على الكتاب الذين توصف كتاباتهم بالغموض المتعب والممل مبتعدين عن القول المعزز بأسلوب سلس وواضح بعيد عن الإبهام والتعقيد .. تقول الرواية : سأل أحد النحاة ـ النحويين ـ خادمه في صباح باكر : أزعقت العنافيل؟ أجابه الخادم بعد تردد : زقفيلم! بهت النحوي من هذه الإجابة فسأله : وما معنى «زقفيلم»؟ قال الخادم؟ وما معنى «أزعقت العنافيل؟» قال النحوي : أردت أن أقول : هل صاحت الديكة؟ قال الخادم : وأنا أردت أن أقول : لا. لم تصح بعد!
** (ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية والعشرين .. المعنى : ثم قطب وجهه وكلح والفعل «بسر» مرادف للفعل «عبس» يقال : عبس الرجل ـ يعبس ـ عبوسا .. من باب «جلس» جلوسا .. بمعنى : كلح أي تكشر وعبس ـ بتشديد الباء ـ للمبالغة ومنه القول : هذا يوم عبوس : أي شديد .. أما الفعل «بسر» فهو أيضا بمعنى : عبس .. وكلح ـ يكلح ـ كلوحا .. من باب «دخل» ومن معاني الفعل «عبس» أي مرادفاته : الفعلان : بسر وبسل نحو : بسر الرجل ـ يبسر ـ بسرا وبسورا : بمعنى : قطب وجهه واسم الفاعل هو باسر و «البسور» فعول بمعنى : فاعل. وهما من أسماء الأسد : أي الكالح الوجه أي المتعبسه والمتكشر أما الفعل «بسل» فمعناه أيضا : عبس من الغضب أو الشجاعة واسم الفاعل هو باسل وبسيل ويقال : بسل الرجل ـ بضم السين ـ يبسل بسالة : أي شجع شجاعة فهو باسل : بمعنى : بطل .. والبسالة : هي الشجاعة ومنه القول : استبسل الرجل : بمعنى استقتل في الحرب يريد أن يقتل أو يقتل لا محالة فهو مستبسل. يقال : بسر الرجل : أي اشتد عبوسه فإذا زاد قالوا : بسل.
** (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة والعشرين .. المعنى سأدخله جهنم .. و «سقر» اسم علم لجهنم مشتق من سقرته الشمس أو النار ـ تسقره ـ سقرا وبمعنى : صقرته نحو : صقر النار ـ يصقرها ـ صقرا : بمعنى : أوقدها وصقرته الشمس : أي آذته بحرها ويأتي الفعل لازما .. نحو : صقرت الشمس أو النار : بمعنى : اشتد حرها واتقدت .. والمصدر «صقر» يطلق أيضا على طائر من الجوارح يصطاد به .. أما بفتح القاف «صقر» فهو اسم من أسماء جهنم والأصح منه : سقر كما في الآية الكريمة المذكورة .. ولم ترد لفظة «صقر» اسما للنار في القرآن الكريم بل وردت بالسين «سقر» أربع مرات .. مرة في سورة «القمر» وثلاث مرات في سورة «المدثر» ويجمع «الصقر» على «صقور» و «أصقر» وقال بعضهم : الصقر : هو ما يصيد من الجوارح كالشاهين وغيره. وقال الزجاج : ويقع الصفر على كل صائد من البزاة ـ جمع باز ـ والشواهين ـ جمع شاهين ـ ويكنى «الصقر» بأبي شجاع وأبي عمران وأبي الحمراء وقد قال الشاعر :
يركض في جو السما ركضا |
|
بخافقين ينفضان نفضا |