العين وكسرها والفعل «عبد» معناه : انقاد وخضع نحو : عبدت الله ـ أعبده ـ عبادة : أي وحدته وخضعت له سبحانه وطعته .. والعبادة : هي الانقياد والخضوع واسم الفاعل «عابد» وجمعه : عباد وعبدة ثم استعمل فيمن اتخذ إلها غير الله وتقرب إليه فقيل : هذا عابد الوثن وهذا عابد الشمس وغير ذلك و «العبادلة» لفظة تطلق على عبد الله بن عباس .. عبد الله بن عمر .. عبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن الزبير.
** (إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة العاشرة المعنى : إنا نخاف من ربنا يوما مكفهرا أو نخاف عذاب يوم فحذف المفعول المضاف «عذاب» وأقيم المضاف إليه «يوم» مقامه فانتصب انتصابه على المفعولية .. أي تكفهر فيه الوجوه وتعبس لهوله وقد وصف اليوم بالعبوس مجازا أي وصف بصفة أهله من الأشقياء أي إنهم يخافون نفس اليوم و «قمطريرا» بمعنى : مكفهرا شديد العبوس ـ الكلوح ـ والفعلان «عبس» و «قطب» إذا كانا من باب واحد وهو باب «ضرب» اختلف معناهما ومصدراهما .. وإذا شدد الثاني أديا معنى واحدا. فالفعل «عبس» مصدره : عبوسا. ومعناه : قطب وجهه وقطب الرجل بين عينيه قطبا معناه : جمع. أما «قطب» وجهه فمعناه : زوى ـ قبض ـ ما بين عينيه وكلح : أي أفرط في تعبسه. ويجوز أن يقال : قطب الرجل ـ دون ذكر الوجه ـ ولكن لا يجوز أن يقال : تقطب وجهه والقول : قطب الرجل وجهه تقطيبا : أي عبس أفصح من قولنا : قطب الرجل قطبا وقطوبا : أي زوى ما بين عينيه. قال الشاعر :
وكنت دون رجال جعلتهم |
|
دوني إذا ما رأوني مقبلا قطبوا |
إن يسمعوا الخير يخفوه وإن سمعوا |
|
شرا أذاعوا وإن لم يسمعوا كذبوا |
** (فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية عشرة .. المعنى : وأعطاهم الله بدل عبوس الفجار وحزنهم نضرة في الوجوه وسرورا في القلب .. و «نضرة» بمعنى : حسنا وبهاء .. يقال : نضرة : بمعنى : رونقا أيضا ويقال : نضر وجهه ـ ينضر ـ نضرة : أي حسن. ونضر الله وجهه أيضا فيكون الفعل لازما ومتعديا ونضر من باب «ظرف» لغة فيه. وحكى أبو عبيد «نضر» من باب «طرب» والنضر ـ بفتح النون وكسر الضاد ـ اسم فاعل ـ فعل بمعنى فاعل ـ ومثله «النضير» فعيل بمعنى : فاعل. ويقال : تعرف في وجوههم نضرة النعيم : أي بريقه ورونقه. قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى من لم يسمع فرب مبلغ أوعى من سامع».
** (مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة عشرة. المعنى : جالسين في الجنة على الأسرة لا يرون فيها شمسا تلفح وجوههم ولا بردا يجمد أطرافهم .. وقيل : ولا قمرا ـ في لغة طيئ ـ أي إن الجنة ضياء ونور فلا يحتاج فيها إلى شمس وقمر. قال عبيد :
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه |
|
يحور رمادا بعد إذ هو ساطع |
الشهاب : شعلة نار ساطع .. و «يحور» بمعنى : يرجع. يقول الشاعر : ليس المرء في حالة الشباب إلا كمثل الشهاب الساطع .. وكما أن آخر النار الرماد كذلك عاقبة الإنسان يرجع بالموت رمادا وفي معناه قول المعري :
وكالنار الحياة فمن دخان |
|
أوائلها وآخرها رماد |